الفصل الثالث
جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة
المبحث الأول
جيش أسامة
كانت الدولة الرومانية إحدى الدولتين المجاورتين للجزيرة العربية في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكانت تحتل أجزاء كبيرة من شمال الجزيرة، وكان أمراء تلك المناطق يُعينون من قبل الدولة الرومانية وينصاعون لأوامرها.
بعث النبي الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الدعاة والبعوث إلى تلك المناطق، وأرسل دحية الكلبي بكتاب إلى هرقل ملك الروم يدعوه فيه إلى الإسلام (?)، ولكنه عاند وأخذته العزة بالإثم، وكانت خطة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واضحة المعالم لهز هيبة الروم في نفوس العرب، ومن ثم تنطلق جيوش المسلمين لفتح تلك الأراضي، فأرسل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في العام الثامن للهجرة جيشًا واشتبك مع نصارى العرب والروم في معركة مؤتة، واستشهد قادة الجيش على التوالي زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -، وتولى قيادة الجيش بعدهم خالد بن الوليد - رضي الله عنه - فعاد بالجيش إلى المدينة النبوية (?).
وفي العام التاسع للهجرة خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بجيش عظيم إلى الشام ووصل إلى تبوك (?)، ولم يشتبك جيش المسلمين بالروم ولا القبائل العربية وآثر حكام المدن الصلح على الجزية وعاد الجيش إلى المدينة بعدما مكثوا عشرين ليلة بتبوك. (?) وفي العام الحادي عشر ندب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الناس لغزو الروم بالبلقاء وفلسطين وفيهم كبار المهاجرين والأنصار، وأمرَّ عليهم أسامة رضي الله عنهم (?)، قال الحافظ ابن حجر: جاء أنه كان