رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المدينة، ومن أموال فدك وخمس خيبر، إلا أنه لم ينفذ فيها أحكام الميراث، عملاً بما سمعه من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد روي عن محمد بن علي بن الحسين المشهور بمحمد الباقر، وعن زيد بن علي أنهما قالا: إنه لم يكن من أبي بكر فيما يختص بآبائهم شيء من الجور أو الشطط، أو ما يشكونه من الحيف أو الظلم (?).
ولما توفيت فاطمة -رضي الله عنها- بعد رسول الله بستة أشهر على الأشهر، وقد كان صلوات الله وسلامه عليه عهد إليها أنها أول أهله لحوقًا به، وقال لها مع ذلك: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة» (?)، وذلك ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة
إحدى عشرة.
عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، علي بن الحسين، قال: ماتت فاطمة بين المغرب والعشاء، فحضرها أبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف، فلما وُضعت ليُصلى عليها، قال علي: تقدم يا أبا بكر، قال أبو بكر: وأنت شاهد يا أبا الحسن؟ قال: نعم تقدم، فو الله لا يصلي عليها غيرك، فصلى عليها أبو بكر، ودفنت ليلاً. وجاء في رواية: صلى أبو بكر الصديق على فاطمة بنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فكبر عليها أربعًا (?)، وفي رواية مسلم، صلى عليها علي بن أبي طالب (?).
هذا وقد كانت صلة سيدنا أبي بكر الصديق خليفة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأعضاء أهل البيت صلة ودية تقديريه تليق به وبهم، وقد كانت هذه المودة والثقة متبادلتين بين أبي بكر وعلي، فقد سمى علي أحد أولاده بأبي بكر (?)، وقد احتضن علي ابن أبي بكر محمدًا بعد وفاة الصديق وكفله بالرعاية ورشحه للولاية في خلافته حتى حسب عليه، وانطلقت الألسنة بانتقاده من أجله (?).
هذه بعض القضايا الداخلية التي عالجها الصديق - رضي الله عنه -، والتزم فيها بمتابعة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بكل دقة وحرص، فرضي الله عنه وعن جميع الصحابة الكرام الطيبين الأبرار.
* * *