البيعة لأبي بكر - رضي الله عنه - من أهل البلاد التي كانوا يتولون عليها.

هـ- كانت هناك أمور مالية توكل إلى الولاة أو إلى من يساعدهم ممن يعينهم الخليفة أو الوالي لأخذ الزكاة من الأغنياء وتوزيعها على الفقراء، أو أخذ الجزية من غير المسلمين وصرفها في محلها الشرعي، وهي امتداد لما قام به ولاة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذا الخصوص.

وتجديد العهود القائمة من أيام الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ حيث قام والي نجران بتجديد العهد الذي كان بين أهلها وبين الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بناء على طلب نصارى نجران (?).

ز- كانت من أهم مسئوليات الولاة إقامة الحدود، وتأمين البلاد، هم يجتهدون رأيهم فيما لم يكن فيه نص شرعي، كما فعل المهاجر بن أبي أمية بالمرأتين اللتين تغنتا بذم

الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفرحتا بوفاته، وسيأتي بيان ذلك بإذن الله تعالى في جهاد الصديق

لأهل الردة.

ح- كان للولاة دور رئيسي في تعليم الناس أمور دينهم وفي نشر الإسلام في البلاد التي يتولون عليها، وكان الكثير من هؤلاء الولاة يجلسون في المساجد يعلمون الناس القرآن والأحكام، وذلك عملاً بسنة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وتعتبر هذه المهمة من أعظم المهام وأجلها في نظر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وخليفته أبي بكر، وقد اشتهر عن ولاة أبي بكر ذلك، حيث يتحدث أحد المؤرخين عن عمل زياد والي أبي بكر على حضرموت فيقول: فلما أصبح زياد غدا يقرئ الناس كما كان يفعل قبل ذلك (?).

وبهذا التعليم كان للولاة دور كبير في نشر الإسلام في ربوع البلاد التي يتولونها، وبهذا التعليم تثبت أقدام الإسلام سواء في البلاد المفتوحة الحديثة العهد بالإسلام أو في البلاد التي كانت مسلمة وارتدت، وهي حديثة عهد بالردة، جاهلة بأحكام دينها، إضافة إلى البلاد المستقرة كمكة والطائف والمدينة، كان بها من يقرئ الناس بأمر من الولاة أو الخليفة نفسه، أو من يعينه الخليفة على التعليم في هذه البلدان (?).

وقد كان الوالي هو المسئول مسئولية مباشرة عن إدارة الإقليم الذي يتولاه، وفي حالة سفر هذا الوالي فإنه يتعين عليه أن يستخلف أو ينيب عنه من يقوم بعمله حتى يعود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015