كان أبو بكر يستعمل الولاة في البلدان المختلفة ويعهد إليهم بالولاية العامة في الإدارة والحكم والإمامة، وجباية الصدقات، وسائر أنواع الولايات، وكان ينظر إلى حسن اختيار الرسول للأمراء والولاة على البلدان، فيقتدي به في هذا العمل، ولهذا نجده قد
أقر جميع عمال الرسول الذين توفي الرسول وهم على ولايتهم، ولم يعزل أحدًا
منهم إلا ليعينه في مكان آخر أكثر أهمية من موقعه الأول, ويرضاه، كما حدث
لعمرو بن العاص. (?)
وكانت مسئوليات الولاة في عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - بالدرجة الأولى امتدادًا لصلاحياتهم في عصر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، خصوصًا الولاة الذين سبق تعيينهم أيام الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويمكن تلخيص أهم مسئوليات الولاة في عصر أبي بكر وهي:
أ- إقامة الصلاة وإمامة الناس، وهي المهمة الرئيسية لدى الولاة نظرًا لما تحمله من معان دينية ودنيوية, سياسية واجتماعية، حيث الولاة يأمون الناس وعلى وجه الخصوص في صلاة الجمعة، والأمراء دائمًا كانت توكل إليهم الصلاة سواء كانوا أمراء على البلدان أم أمراء على الأجناد.
ب- الجهاد كان يقوم به أمراء الأجناد في بلاد الفتوح، فكانوا يتولون أموره وما فيه من مهام مختلفة بأنفسهم، أو ينيبون غيرهم في بعض المهام، كتقسيم الغنائم أو المحافظة على الأسرى، أو غير ذلك، وكذلك ما يتبع هذا الجهاد من مهام أخرى كمفاوضة الأعداء وعقود المصالحة معهم وغيرها، ويتساوى في المهمات الجهادية أمراء الأجناد في الشام والعراق، وكذلك الأمراء في البلاد التي حدثت فيها الردة كاليمن والبحرين ونجد، نظرًا لوجود تشابه في العمليات الجهادية مع اختلاف الأسباب الموجهة لهذه العمليات.
جـ- إدارة شئون البلاد المفتوحة، وتعيين القضاة والعمال عليها من قبل الأمراء أنفسهم، وبإقرار من الخليفة أبي بكر، أو تعيين من أبي بكر - رضي الله عنه - عن طريق هؤلاء العمال (?).
د- أخذ البيعة للخليفة، فقد قام الولاة في اليمن وفي مكة والطائف وغيرها بأخذ