«إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه، وايم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان من أحب الناس إليَّ، وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده». (?)

وبينما الناس يستعدون للجهاد في جيش أسامة ابتدى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شكواه الذي قُبض فيه، وقد حدثت حوادث ما بين مرضه ووفاته، منها: زيارته قتلى أحد وصلاته عليهم (?)، واستئذانه أن يمرض في بيت عائشة، وشدة المرض الذي نزل به (?)، وأوصى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بإخراج المشركين من جزيرة العرب وإجازة الوفد (?) ونهى عن اتخاذ قبره مسجدًا (?)، وأوصي بإحسان الظن بالله (?) وأوصي بالصلاة وما ملكت أيمانكم (?)، وبيَّن بأنه لم يبقَ من مبشرات النبوة إلا الرؤيا (?)، وأوصي بالأنصار خيرًا (?) وخطب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أيام مرضه فقال: «إن الله خيَّر عبدًا بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ذلك العبد ما عند الله»، فبكى أبو بكر، فقال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: فعجبنا لبكائه أن يخبر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن خير، فكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن أمَنَّ الناس عليَّ صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته. لا يبقين في المسجد باب إلا باب أبي بكر» (?).

قال الحافظ ابن حجر: وكأن أبو بكر -رضي الله عنه- فَهِم الرمز الذي أشار به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من قرينة ذكره ذلك في مرض موته، فاستشعر منه أنه أراد نفسه فلذلك بكى (?)، ولما اشتد المرض بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحضرته الصلاة فأذَّن بلال قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مروا أبا بكر فليصل»، فقيل: إن أبا بكر رجل أسيف (?)، إذا قام مقامك لم يصلِّ بالناس، وأعاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015