سؤال الناس، بل ويساهم بهذا الرزق في إغاثة الملهوف، وفك العاني، ويسارع في أبواب الإنفاق التي

يحبها الله.

16 - غيرة الصديق - رضي الله عنه - وتزكية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لزوجه:

قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إنَّ نفرًا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم، فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله، فقال: إن الله تعالى قد برأها من ذلك، ثم قام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المنبر فقال: «لا يدخل رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان». (?)

17 - خوفه من الله تعالى:

عن أنس - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطبة ما سمعت مثلها قط، فقال: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا» فغطى أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وجوههم ولهم خنين (?).

وقد كان الصديق - رضي الله عنه - على جانب من الخوف والرجاء عظيم، جعله قدوة عملية لكل مسلم سواء حاكمًا أو محكومًا، قائدًا أو جنديًا، يريد النجاح والفلاح في الآخرة. (?) فعن محمد بن سيرين قال: لم يكن أحد أهيب لما يعلم بعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أبي بكر. وعن قيس قال: رأيت أبا بكر آخذ بطرف لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد. (?) وقد قال أبو بكر - رضي الله عنه -: ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا (?) , وعن ميمون بن مهران قال: أتى أبو بكر بغراب وافر الجناحين فقلبه ثم قال: ما صِيدَ من صيد ولا عضدت من شجرة إلا بما ضيعت من التسبيح. (?) وعن الحسن قال: قال أبو بكر: والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد. (?) وقال أبو بكر: لوددت أن كنت شعرة في جنب عبد مؤمن. (?) وكان - رضي الله عنه - يتمثل بهذا البيت من الشعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015