لا تزال تنعي حبيبًا حتى تكونه ... وقد يرجو الرجا يموت دونه (?)

ثانيًا: من أهم صفات الصديق وشيء من فضائله:

إن شخصية الصديق - رضي الله عنه - تعتبر شخصية قيادية، وقد اتصف - رضي الله عنه - بصفات القائد الرباني، ونجملها في أمور ونركز على بعضها بالتفصيل، فمن أهم هذه الصفات: سلامة المعتقد، والعلم الشرعي، والثقة بالله، والقدرة، والصدق، والكفاءة والشجاعة، والمروءة، والزهد، وحب التضحية، وحسن اختياره لمعاونيه، والتواضع، وقبول النصيحة، والحلم، والصبر، وعلو الهمة، والحزم، والإرادة القوية، والعدل، والقدرة على حل المشكلات، والقدرة على التعليم وإعداد القادة، وغير ذلك من الصفات التي ظهرت للباحث في الفترة المكية في صحبته للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي العهد المدني في غزواته مع رسول الله وحياته في المجتمع، وظهر البعض الآخر لما تسلم قيادة الدولة وأصبح خليفة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فقد استطاع بتوفيق الله تعالى وبسبب ما أودع الله فيه من صفات القيادة الربانية أن يحافظ على الدولة ويقمع حركة الردة، وينتقل بفضل الله وتوفيقه بالأمة نحو أهدافها المرسومة بخطوات ثابتة، ومن أهم تلك الصفات التي نحاول تسليط الأضواء عليها في هذا المبحث: إيمانه بالله العظيم، وعلمه الراسخ، وكثرة دعائه وتضرعه لله تعالى.

1 - عظمة إيمانه بالله تعالى:

كان إيمان الصديق بالله عظيمًا، فقد فهم حقيقة الإيمان وتغلغلت كلمة التوحيد في نفسه وقلبه، وانعكست آثارها على جوارحه، وعاش بتلك الآثار في حياته، فتحلى بالأخلاق الرفيعة، وتطهر من الأخلاق الوضيعة، وحرص على التمسك بشرع الله والاقتداء بهديه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان إيمانه بالله تعالى باعثًا له على الحركة والهمة والنشاط والسعي، والجهد والمجاهدة، والجهاد والتربية، والاستعلاء والعزة، وكان في قلبه من اليقين والإيمان شيء عظيم لا يساويه فيه أحد من الصحابة. قال أبو بكر بن عياش: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في قلبه. (?) ولهذا قيل: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح، كما في السنن عن أبي بكرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015