ومنهم بعجة بن اوس، وبعجة: فعلة، من قولهم بعجت بطنه بعجا، وانبعج السحاب بالمطر، إذا كثر، والبعاجة رملة تتسع في قاع من الارض يتبجع فيها السيل. احد ابنى عمرو بن عدي، اخى بارق، وهذا هو الذي في بني سعد، كانهم عنده نافلة.
ومنهم بنو المع، وبنو شبيب، وهم بالشام. قال الشاعر:
فالحق بقومك بارق وشبيب
ومنهما بطنان. والمع: افعل من لمع الشيء يلمع إذا برق والمع الرجل سيفه إذا هزه لينذر قوما أو ليحذرهم، والمعت الفرس إذا استبان حملها وهي ملمع والمع لهم إذا الدهر نهب بهم. وفي ارض فلان لمعة من كلأ أي ققطعة عظيمة، وعقاب لموع سريع الاختطاف. والتلميع في الخيل وغيرها كل سواد خالط.
ومن قبائل بارق وملادس، بنو عمرو بن عدي اخى بارق بن عدي وكان ابو عبيدة يقول: ملادس هذا هو الذي في بني سعد كانهم عندهم نافلة.
ومنهم حذيفة بن محصن. ويقال ان عثمان الغلفاني ثم الرقي، وكان حليفا للانصار، وهو الذي وحهه ابو بكر إلى عمان، اميرا، وكان له بصر فسار إلى عمان، فصدقهم، فلما صار إلى دبا في ولد الحارث بن مالك بن فهم، ليصدقهم، تناول بعض اصحابه من امرأة من العفاة، كان عليها فربضة شاة مسنة، فاعطتهم عتودا أو عناق امكان الشاة، فابوا ان يقبلوها، فاخذوا ما ارادوا فنادت: يا مالك فاتجاش الها ناس منبني مالك. فقال حذيفة: دعوة جاهلية، وخاف ان يكون القوم قد ارتدوا، وكان ذلك في اوان ارتداد العرب، فأغار عليهم فأخذ ناسا منهم، وهم قليل، فمضى بهم إلى المديتة واتبعه سبيعة بن عراك الصليمي والمعلى بن سعد الحمامي، والحارث بن كلثوم الحيدي، وفي اصحابهم فوفدوا إلى أبي بكر.
ويقال انهم وفدوا إلى المدينة، وابوو بكر قد مات، ولي امر الناس عمر ابن الخطاب رض الله عنه.
فاما اقصى بن حارثة، وهو جزاعة بن عمرو بن عامر، فولد عشرة وهم: اسلم بن اقصى، وهو في خبر من تخزع، وسلامان بن افصى، وملكان بن اقصى، وهم من خير من تخزع بعض ولد مالك، وبعضهم في غسان، وعمرو بن اقصى وعدي بن اقصى، وصهيبة بن اقصى، وسواد بن اقصى، وزيد بن اقصى وزيد مناة بن اقصى، فهؤلاء جميعا في غسان.
قال شرقي بن القطامي: غسان مابين الملسل والجحفة. وقديد من شرب منه، فهو غساني. ومن انخزع عنه، فهو خزاعي، لم يزالوا كذلك وكان اسلم بن اقصى ممن انخزع مع خزاعة، واخوه مالك بن اقصى، واخوته وهم: سيمون اسلم، فولد اسلم سلامان ومنهم مالك والنعمان، أبناء خلف، كانا طليعتين للنبي صلى الله عليه وسلم يوم احد فقتلا، ودفنا في قبر واحد.
ومنهم جرهد بن خويلد، وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم (" ياجرهد غط فخذك، فان الفخذ عورة ". واشتقاق جرهد من قولهم اجرهد بنا السير، أي طال، واجرهدت ليلتنا، إذا طالت.
فمن ولد ملكان: اهبان بن اسنان بن الاكوع بن ملكان بن اقصى بن حارثة، وهو خزاعة بن عمرو بن عامر. واهبان هذا هو مكلم الذئب. وكان من خبره انه كان يرعى ضأنا له على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه الذئب واحتمل له كبشا عظيما فلحفه اهبان، فانتزعه منه، ففاقبل عليه الذئب مقعيا على ذنبه، فقال: يا عبد الله تمنعني رزقا رزقنيه اياه الله، فقال أهبان: تا لله ما رأيت كاليوم عجبا، ذئب مقعي على ذنبه يكلمني بكلام لانس.
فقال الذئب: وما العجب من ذلك فقال اهبان: والله ما زدتني الا اعجوبة، واي شيء اعجب من ذئب يتكلم، مخاطبا لي واخاطبه مقعيا على ذنبه.
فقال الذئب: أفلا اخبرك بما هو اعجب من ذلك؟ قال: ما هو يا ذئب؟ قال الذئب: محمد رسول الله بيثرب، يدعوكم إلى شهادة ان لا اله الا الله، أفلا تجيبونه؟ فقال اهبان: لولا ضأني هذه اتخوف عليها من السباع لأتيته، وآمنت به وصدقته وبايعته.
فقال له الذئب: أنا ارعاها لك حتى ترجع، ولا صنيعة عليها.