وقد كان ملك اليمن، قبل ذلك ن مستوقى لولا ذلك كان من تحاسدهم على سلطانهم، وتنافسهم في ملكهم، ووقوع العصبية بينهم، حتى حملهم ذلك على التحاسد، وجرأهم على التخاذل. مما حدث الاحباش على اغتصابهم سلطانهم، وابتزازهم من ملكهم، فدخلوا ارضهم وامتنعت حمير بجبالها واهل العز منهم بخيولها، ومنهم من وداعته الحبش لعزة جانبه، وانما اوغلوا في الاطراف من ارضهم وارض العرب.
وقد كان فيهم من يجيد الطعان، ويأنف من الضيم من إن يحتاج إلى انتصار احد غيرهم.
الشحوم وخيمة المذاق، فليست كذلك، بل هي اكثر البهائم شحوما، واطيبها لحوما، واحلاها مضغة، واقلها عائلة، وانه ليس شيء في اللحمان يطبخ بماء الا طبخ به لحوم الابل بالماء والملح الا استبان لحوم الابل عليها.
وانما تركت العرب ما سوى الابل اختبارا منهم لها فعهدوا فعمدوا إلى اعظم الانعام عظما يجعلونها ركابهم وطعامهم.
تم كتاب الأنساب تأليف سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري رحمه الله.