لم يسلم من ذَلِك سوى سِتَّة عشر جملا من غير أحمال وَهلك من الرِّجَال وَالنِّسَاء والاطفال خلق لَا يحصيهم إِلَّا الله تَعَالَى وَأخذت الاموال وَسبي الْحَرِيم وَكَانَت حَادِثَة فَاحِشَة وَقد اشْتهر أمرهَا فاعتصب من أهل بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام جمَاعَة من الكرك وتوجهوا الى جِهَة الاعوان وَغَيرهَا وأحضروا جمَاعَة من الْحجَّاج الى بلد الْخَلِيل وَإِلَى الْقُدس الشريف وتسبب شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف وَجَمَاعَة من أهل الْخَيْر فِي جمع مَال من أهل الْقُدس الشريف وَدفع لكل وَاحِد من الْحجَّاج مَا يكتري بِهِ وينفقه عَلَيْهِ الى ان يصل الى وَطنه فَالْحكم لله الْعلي الْكَبِير وفيهَا اسْتَقر القَاضِي عز الدّين عبد الْعَزِيز الديري الْحَنَفِيّ فِي وَظِيفَة قَضَاء الْحَنَفِيَّة بالقدس الشريف عوضا عَن القَاضِي شهَاب الدّين بن المهندس وَتقدم ان القَاضِي شهَاب الدّين اسْتَقر فِي قَضَاء الْقُدس الشريف وبلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام والرملة وان توقيعه مؤرخ فِي ثامن عشر رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَتقدم أَن قَضَاء بلدالخليل عَلَيْهِ السَّلَام افرد عَنهُ بعد استمراره بِيَدِهِ اربعين يَوْمًا ثمَّ افرد عَنهُ قَضَاء الرملة باستقرار القَاضِي كَمَال الدّين بن الأخرم فِي يَوْم الاربعاء مستهل الْمحرم سنة تِسْعمائَة فَكَانَ استمراره فِي قَضَاء الرملة خَمْسَة أشهر واثنى عشر يَوْمًا ثمَّ اسْتَقر القَاضِي عز الدّين الديري فِي قَضَاء الْقُدس الشريف وَورد الْخَبَر بولايته وَجلسَ للْحكم فِي يَوْم السبت ثامن عشري ربيع الأول فَكَانَ استمراره فِي قَضَاء الْقُدس من حِين تمكنه من الحكم فِي سَابِع شعْبَان سنة تسع وَتِسْعين سَبْعَة أشهر وَعشْرين يَوْمًا ثمَّ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي شهر ربيع الآخر دخل جَان بلاط الى الْقُدس وَهُوَ لابس خلعة التشريف الْوَارِدَة اليه من الابواب الشَّرِيفَة وَدخل مَعَه القَاضِي عز الدّين الديري وَهُوَ لابس خلعة بطرحة وفيهَا كتب توقيع شرِيف باستمرار القَاضِي برهَان الدّين التَّمِيمِي الشَّافِعِي فِي قَضَاء بلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وابطال مَا كتب للْقَاضِي الْحَنَفِيّ بهَا فَكَانَ