الانس الجليل (صفحة 794)

عَن القَاضِي شهَاب الدّين بن المهندس وَكتب توقيعه بذلك فِي ثامن عشري شعْبَان فَكَانَ اسْتِمْرَار القَاضِي شهَاب الدّين بن المهندس فِي قَضَاء بلد الْخَلِيل مُدَّة أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلم تجر عَادَة قبل ذَلِك بافراد قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِبَلَد الْخَلِيل بل كَانَت تُضَاف لقَضَاء الْقُدس - كَمَا تقدم - فَلَمَّا وَقع ذَلِك شقّ على القَاضِي برهَان الدّين ابراهيم التَّمِيمِي الشَّافِعِي قَاضِي بلد الْخَلِيل وسعى إِلَى أَن كتب لَهُ توقيع شرِيف باستمراره فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِمَدِينَة الْخَلِيل وابطال مَا كتب للحنفي بالخليل وَورد التوقيع بذلك فِي شهر ذِي الْقعدَة فَكَانَت مُدَّة ولَايَة الْحَنَفِيّ بالخليل دون ثَلَاثَة اشهر وفيهَا ورد مرسوم شرِيف على الْأَمِير قاني بك نَائِب غَزَّة بالتوجه الى الْقُدس الشريف وَالصُّلْح مَعَ نَائِب الْقُدس وَالسَّبَب فِيهِ حَادِثَة وَقعت قتل فِيهَا جانم دوادار نَائِب الْقُدس فِي قَرْيَة بَيت لقيا فِي شهر شَوَّال وَنسب قلته لمن هُوَ من جِهَة نَائِب غَزَّة فَحَضَرَ الى الْقُدس فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء عَاشر ذِي الْقعدَة وَحصل الِاجْتِمَاع بَينه وَبَين الْأَمِير جَان بلاط نَاظر الْحَرَمَيْنِ ونائب الْقُدس بِحُضُور شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف بمنزله بِالْمَدْرَسَةِ التنكزية وَوَقع الصُّلْح بَينهمَا وحصلت الْمُوَافقَة والمعاهدة بَينهمَا على زَوَال مَا حصل من التنافر وَتوجه نَائِب غَزَّة من الْقُدس فِي ذَلِك الْيَوْم ثمَّ دخلت سنة تِسْعمائَة من الْهِجْرَة الشَّرِيفَة وفيهَا فِي ثامن الْمحرم اعيد شمس الدّين مُحَمَّد بن ابي الطّيب التَّمِيمِي الى قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِمَدِينَة الْخَلِيل وَهِي ولَايَته الثَّانِيَة وَكتب توقيعه بذلك وبابطال مَا كتب للْقَاضِي شهَاب الدّين الشَّافِعِي الْمنَافِي ذَلِك فَكَانَ اسْتِمْرَار مَنعه من قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِبَلَد الْخَلِيل وإضافتها للشَّافِعِيّ دون شَهْرَيْن وفيهَا فِي شهر الله الْمحرم اخذ الْعَرَب من بني لاد ركب الْحَج الشَّامي بِالْقربِ من الكرك ونهبوا الْحجَّاج عَن آخِرهم وَكَانَ عدَّة جمال الركب ثَلَاثَة عشر الف جمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015