اسْتِمْرَار الْحَنَفِيّ فِي ولَايَته الثَّانِيَة نَحْو ثَلَاثَة أشهر وفيهَا برز الْأَمر الشريف باضافة التَّكَلُّم على كشف مَدِينَة الرملة المحروسة للأمير جَان بلاط نَاظر الْحَرَمَيْنِ ونائب الْقُدس الشريف واخرجت عَن الْأَمِير قاني بك نَائِب غَزَّة وتسلمها الْأَمِير جَان بلاط فِي شهر جمادي الأولى وَفَرح أهل الرملة بِزَوَال نَائِب غَزَّة لَكِن حصل تخبيط فِي الطّرق وفيهَا فِي سادس عشر رَجَب اعيد شمس الدّين مُحَمَّد بن ابي الطّيب الى قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِمَدِينَة سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهِي ولَايَته الثَّالِثَة وَكتب توقيعه بذلك وابطال مَا كتب للْقَاضِي الشَّافِعِي الْمنَافِي لذَلِك فَكَانَ اسْتِمْرَار مَنعه من قَضَاء الْحَنَفِيَّة واضافتها للشَّافِعِيّ دون ثَلَاثَة أشهر وَاسْتمرّ الى يَوْمنَا لم يعْزل وَقد تقدم تَارِيخ ابْتِدَاء ولَايَته فِي ثامن عشري شعْبَان سنة تسع وَتِسْعين فعزل وَولي ثَلَاث مَرَّات فِي عشرَة أشهر وَثَمَانِية أَيَّام وفيهَا ورد السيفي عَلان من الابواب الشَّرِيفَة وعَلى يَده مرسوم شرِيف برمي الزَّيْت المتحصل من جبل نابلس على أهل الْقُدس الشريف وبلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وغزة والرملة على مَا جرت بِهِ الْعَادة فِي سنة سِتّ وَسنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة فَرمي عَلَيْهِم كل قِنْطَار بِالْكَيْلِ الرَّمْلِيّ بِخَمْسَة عشر دِينَارا ذَهَبا فَالَّذِي رمي على أهل الْقُدس وَأهل بلد الْخَلِيل تِسْعمائَة قِنْطَار وعَلى أهل الرملة مِائَتَا قِنْطَار وَحصل لأهل الْبِلَاد الْمَذْكُورَة الرِّفْق من الْأَمِير جَان بلاط النَّائِب فَإِنَّهُ تلطف بهم وَلم يحصل مِنْهُ ضَرَر وَلَا تشويش لأحد مِنْهُم بل استعطف خواطرهم وَأَخذهم بِالَّتِي هِيَ أحسن وَلَكِن تضرر الْفُقَرَاء من ذَلِك لِكَثْرَة الخسارة فِي بَيْعه فَإِن كل قِنْطَار بِخَمْسَة عشر دِينَارا وكلفته نَحْو دِينَار فَبيع بِتِسْعَة دَنَانِير فَمَا دونهَا فَكَانَت الخسارة نَحْو النّصْف وَكَانَ الرَّمْي على أهل الْقُدس والخليل فِي الجمادين وعَلى أهل الرملة فِي رَجَب وَشَعْبَان ثمَّ ورد مرسوم السُّلْطَان الى الْأَمِير جَان بلاط فِي شهر شَوَّال بِأَن يرْمى على أهل الْقُدس الشريف من الزَّيْت ثَلَاثمِائَة قِنْطَار بالسعر الْمُتَقَدّم ذكره فَطلب التُّجَّار