الانس الجليل (صفحة 777)

ثمَّ فِي أَوَائِل شعْبَان توجه من الْقُدس الشريف كل من النَّائِب وَشَيخ الاسلام النجمي ابْن جمَاعَة وَالْقَاضِي فَخر الدّين بن نسيبة ودخلوا الى الْقَاهِرَة المحروسة وَورد مرسوم شرِيف لشيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف بالتكلم على الْمَسْجِد الْأَقْصَى الشريف ومقام سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَتوجه الى بلدالخليل وَأقَام نظامه واصلح امْر السماط الْكَرِيم وَلما وصل الْجَمَاعَة المطلوبون للقاهرة قدر ان شيخ الصلاحية تكلّف مبلغا نَحْو الف دِينَار ورسم باستمراره فِي وظيفته وَعَاد الى بَيت الْمُقَدّس فِي شهر شَوَّال وَدخل فِي اللَّيْل وَالْقَاضِي فَخر الدّين بن نسيبة حصل لَهُ محنة من السُّلْطَان واخرجه الى الواح فَأَقَامَ بهَا نَحْو سنتَيْن ثمَّ فِي سنة سبع وَتِسْعين رسم بعوده الى الْقَاهِرَة فَعَاد وَهُوَ مُقيم بهَا الى يَوْمنَا وَالله لطيف بعباده وَأما النَّائِب فَإِنَّهُ انْتَمَى الى الدوادار الْكَبِير وبذل مَالا ورسم باستمراره فِي النِّيَابَة وَالنَّظَر ومماوقع فِي هَذِه الْحَادِثَة أَنه لما توجه نَاصِر الدّين إِمَام الصَّخْرَة بالمحاضر - كَمَا تقدم - وَأشْهد عَلَيْهِ دقماق انه عَزله مِمَّا بِيَدِهِ من نصف إِمَامَة الصَّخْرَة وَقرر فِيهَا القَاضِي شهَاب الدّين بن المهندس فَلَمَّا وصل النَّائِب الى الْقَاهِرَة ورسم لَهُ باستمراره فِي النِّيَابَة وَالنَّظَر حصل لامام الصَّخْرَة نَاصِر الدّين بن الشنتير الِاجْتِمَاع بالسلطان ولامه على مَا صدر مِنْهُ من التَّكَلُّم فِيمَا لَا يعنيه من سَفَره بالمحاضر وَكَونه جعل نَفسه قَاصِدا ووبخه بِمثل ذَلِك فَاسْتَغْفر الله تَعَالَى وَكَانَ من لَفظه للسُّلْطَان يَا مَوْلَانَا السُّلْطَان اعْفُ عني عَفا الله عَنْك وَوَقع بَينهمَا كَلَام لطيف من جملَته ان السُّلْطَان امْرَهْ ان يَرْمِي بِحَضْرَتِهِ النشاب فَرمى فأعجب السُّلْطَان رميه وَأمره ان يَجْعَل عمَامَته كعمامة الْجند كَمَا كَانَت اولا وحصلت لَهُ عناية فرسم السُّلْطَان باستمراره فِي نصف الامامة على عَادَته وعزل القَاضِي شهَاب الدّين بن المهنس وَكتب لَهُ توقيع شرِيف بذلك مَعْنَاهُ ان يسْتَقرّ فِي نصف الامامة على عَادَته وعزل شهَاب الدّين ابْن المهندس الَّذِي قَرَّرَهُ السيفي دقماق بِغَيْر طَرِيق شَرْعِي وَلَا مرسوم شرِيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015