الانس الجليل (صفحة 776)

فَحَضَرَ بعد الشُّرُوع فِي الْكَشْف بِنَحْوِ ثَلَاثَة أَيَّام وَكتب خطه مَعَ الْجَمَاعَة على المحاضر واصبح النَّاس فِي يَوْم الْأَحَد فِي الشُّرُوع فِيمَا يتَعَلَّق بالكشف على النَّائِب وَحصل التَّشْدِيد من الخاصكي عَلَيْهِ وَاغْلُظْ عَلَيْهِ فِي القَوْل وَوَضعه فِي الترسيم وَكتب الْجَواب للسُّلْطَان بمحاضر عَلَيْهَا خطوط اعيان بَيت الْمُقَدّس بِمَا تحرر من أَمر النَّائِب وَسُوء سيرته وَمَا اعْتَمدهُ فِي حق الرّعية من الظُّلم وَعدم سلوك الطَّرِيق الحميدة وخراب الْمَسْجِد الْأَقْصَى الشريف وجهزت المحاضر على يَد الامام نَاصِر الدّين ابْن الشنتير إِمَام الصَّخْرَة الشَّرِيفَة فبادر النَّائِب وجهز دواداره طرباي خُفْيَة الى الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بالأمير اقبردي الدوادار الْكَبِير واعلمه بِمَا وَقع فِي حق استاذه ووعده بِمَال فانتصر للنائب ثمَّ علم بوصول إِمَام الصَّخْرَة وعَلى يَده المحاضر فَجهز لَهُ من تَلقاهُ فِي ظَاهر الْقَاهِرَة وَقبض عَلَيْهِ وَوَضعه فِي الترسيم وَمنعه من الِاجْتِمَاع بالسلطان وَاسْتمرّ الْأَمر بالقدس الشريف على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الْكَشْف على النَّائِب وعقود الْمجَالِس نَحْو سِتَّة وَعشْرين يَوْمًا وَحصل للنائب شدَّة من الاساءة عَلَيْهِ من أقل الْعَوام فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم السَّادِس وَالْعِشْرين من شهر رَجَب وَالنَّاس مجتمعون بِالْمَدْرَسَةِ الأشرفية من الْمَشَايِخ والقضاة وَالْخَاص وَالْعَام إِذْ ورد مرسوم شرِيف على يَد قَاصد النَّائِب طرباي يتَضَمَّن الانكار على الخاصكي لما وَقع مِنْهُ فِي حق النَّائِب لكَونه رسم عَلَيْهِ بِغَيْر مرسوم شرِيف وان الْأَبْوَاب الشَّرِيفَة اقْتَضَت حُضُور النَّائِب وَشَيخ الصلاحية وَالْقَاضِي فَخر الدّين بن نسيبة وان الخاصكي يُعِيد للنائب جَمِيع مَا وصل اليه مِنْهُ حَتَّى النفقه فَلَمَّا ورد هَذَا الْخَبَر حصل للنائب الْفرج بعد الشدَّة ودق الطبلخانات للبشرى وَشرع فِي تتبع من أَسَاءَ الْأَدَب فِي حَقه فاختفى كثير من النَّاس وانزعج الاكابر وانقلب الْأَمر بنصرة النَّائِب على من خاصمه واسترجع من الخاصكي كل مَا دَفعه اليه وَكَانَت فتْنَة فَاحِشَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015