وفيهَا فِي جمادي الْآخِرَة عزل القَاضِي كَمَال الدّين النابلسي الْحَنْبَلِيّ من قَضَاء الْحَنَابِلَة بالقدس الشريف والرملة ونابلس عَزله القَاضِي زين الدّين بن مزهر كَاتب السِّرّ الشريف وَهُوَ بِمَنْزِلَة قانون صُحْبَة السُّلْطَان وَوَقع فِي عَزله مَا لم يَقع لغيره فَإِن الْعَادة جرت إِذا عزل القَاضِي يكْتب مرسوم السُّلْطَان أَو مطالعة القَاضِي كَاتب السِّرّ بعزله وَهَذَا القَاضِي إِنَّمَا ثَبت عَزله بِبَيِّنَة شهِدت عِنْد القَاضِي فتح الدّين ابي الْفَتْح بن الاسيل الشَّافِعِي على القَاضِي كَاتب السِّرّ انه عَزله من الْقَضَاء فَصرحَ القَاضِي الشَّافِعِي بِثُبُوت عَزله وَكَانَ الْحَنْبَلِيّ غَائِبا بِالْقَاهِرَةِ لِأَنَّهُ توجه اليها من جمادي الأولى وَكتب القَاضِي الشَّافِعِي الى نَائِبه بالرملة انه يمْنَع نَائِب الْحَنْبَلِيّ بهَا من الحكم بِمُقْتَضى ثُبُوت عزل مستخلفه وفيهَا فِي يَوْم الاحد حادي عشري رَجَب توفّي الْأَمِير غرس الدّين خَلِيل ابْن ابي وَالِي اُحْدُ أَعْيَان بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ رَئِيسا كَرِيمًا وَفِيه الْخَيْر والاحسان الى الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ النَّاس يَتَرَدَّدُونَ اليه من الاعيان وَغَيرهم ويأكلون على سماطة فِي كل وَقت وَكَانَ يطعم من عرف وَمن لم يعرف فِي جَمِيع السّنة وَأما فِي شهر مضان فَمن الْعَجَائِب فِي إطْعَام الطَّعَام وَكَانَ ذَلِك عَن طيب نفس مِنْهُ لَا يتكره من ذَلِك بل يفرح لَهُ وَكَانَ قد اعتراه السّمن وتزايد حَتَّى كَانَ لَا يَسْتَطِيع الْقيام إِلَّا بِمَشَقَّة وَكَانَ من محَاسِن بَيت الْمُقَدّس وَمن أعظم محاسنه مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من هَذِه المناقب الْحَسَنَة سَلامَة النَّاس من يَده وَلسَانه وَلم يبْق بعده من هُوَ فِي مَعْنَاهُ ثمَّ دخلت سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة فِيهَا فِي شهر ربيع الأول توجه المباشرون بالقدس الشريف الى الْقَاهِرَة المحروسة بمرسوم شرِيف ورد فِي ذَلِك وَأَقَامُوا بمشهد الْحُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ فِي ترسيم القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الصَّابُونِي وَكيل الْمقَام الشريف ثمَّ افرج عَنْهُم وعادوا الى الْقُدس وفيهَا طلب الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَيُّوب نَائِب الْقُدس الشريف بِسَبَب مَا وَقع عَلَيْهِ من الشكوى للسُّلْطَان ثمَّ خلع عَلَيْهِ بالاستمرار وَعَاد الى مَحل