الانس الجليل (صفحة 743)

عوضا عَن جَار قطلي وَألبسهُ كاملية خضراء بفروسمور وَدخل الى الْقُدس فِي نَهَار الْجُمُعَة حادي عشر الشَّهْر الْمَذْكُور وعَلى يَده المرسوم بولايته بِخَط قَاضِي الْقُضَاة قطب الدّين الخضري الشَّافِعِي قَاضِي دمشق وَوصل السُّلْطَان الى مَدِينَة حلب وَتوجه الى الْفُرَات وَحصل لَهُ توعك فِي السّفر وَعَاد الى دمشق وَهُوَ متوعك ثمَّ عوفي وَعَاد الى الْقَاهِرَة وَلم يقدر لَهُ الدُّخُول بِبَيْت الْمُقَدّس وَكَانَ دُخُوله الى الْقَاهِرَة فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع شهر شَوَّال وَكَانَ يَوْمًا مشهودا لدُخُوله وفيهَا اسْتَقر الْخَطِيب ابو الحزم مُحَمَّد بن شيخ الاسلام تَقِيّ الدّين ابي بكر بن القرقشندي فِي نصف خطابة الْمَسْجِد الْأَقْصَى الشريف عوضا عَن الْخَطِيب محب الدّين ابْن جمَاعَة وَهُوَ النّصْف الَّذِي كَانَ اسْتَقر فِيهِ وَوَقع فِيهِ مَا تقدم شَرحه فِي حوادث سنة ثَمَان وَسبعين وَثَمَانمِائَة وخطب بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الشريف فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر جمادي الْآخِرَة وَقَرَأَ فِي أول رَكْعَة (وَلما فتحُوا مَتَاعهمْ وجدوا بضاعتهم ردَّتْ اليهم) وَقُرِئَ توقيعه وَتوجه الى منزله وأعلام الْمَسْجِد حوله وَمَشى النَّاس فِي خدمته وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَاسْتقر الشَّيْخ جمال الدّين عبد الله بن غَانِم شيخ الْحرم فِي جَمِيع مشيخته الخانقاه الصلاحية عوضا عَن القَاضِي برهَان الدّين بن ثَابت وَكيل السُّلْطَان بِحكم وَفَاته وَعَن الْخَطِيب محب الدّين بن جمَاعَة بِحكم عَزله فَإِن ابْن ثَابت هُوَ الَّذِي كَانَ قَائِما بنظام الْخَطِيب محب الدّين بن جمَاعَة وعضده فِي تَوْلِيَة نصف الخطابة وَنصف مشيخة الخانقاه ثمَّ اسْتَقر ابْن ثَابت فِي النّصْف الثَّانِي من مشيخة الخانقاه - تقدم ذكره - فَلَمَّا توفّي فِي اوائل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد محن حصلت لَهُ مَعَ الْخَطِيب أَبُو الحزم فِي نصف الخطابة وَشَيخ الْحرم فِي جَمِيع مشيخة الخانقاه الصلاحية وأعانهما القَاضِي زين الدّين بن مزهر كَاتب السِّرّ الشريف فاستقل فِي ذَلِك فِي شهر جمادي الاخرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015