ولَايَته وَكَانَ ذَلِك فِي جمادي الأولى وفيهَا فِي شهر رَجَب توفّي الْأَمِير جاني بك الْفَقِيه أَمِير سلَاح بِالْمَدْرَسَةِ الخاتونية بعد حُضُوره الى الْقُدس من شهر الْمحرم حِين عوده من الْحجاز الشريف وَدفن بالقلندرية بماملا ثمَّ دخلت سنة ارْبَعْ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة فِيهَا فِي الْمحرم برز الامر الشريف بِطَلَب القَاضِي فتح الدّين بن الاسيل الشَّافِعِي إِلَى الابواب الشَّرِيفَة فَتوجه الى الْقَاهِرَة وَنزل عِنْد الْأَمِير ابي بكر قرا الدويدار الثَّانِي وَغرم مَالا وَعَاد بعد الانعام عَلَيْهِ بالاستمرار فِي وظيفته وَدخل الى الْقُدس الشريف فِي يَوْم السبت رَابِع عشر ربيع الأول بخلعة السُّلْطَان وفيهَا حضر قَاصد من الْأَبْوَاب الشَّرِيفَة بِطَلَب المباشرين بالقدس الشريف فتوجهوا فِي شهر ربيع الأول - كَمَا تقدم فِي السّنة الْمَاضِيَة - ورسم عَلَيْهِم من بَاب القَاضِي عَلَاء الدّين الصَّابُونِي ثمَّ افرج عَنْهُم وعادوا الى الْقُدس وفيهَا توفّي أَمِير الْمُؤمنِينَ المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر يُوسُف بن مُحَمَّد العباسي تغمده الله برحمته وَاسْتقر بعده فِي الْخلَافَة مَوْلَانَا الامام الْأَعْظَم والخليفة المكرم أَمِير الْمُؤمنِينَ وَابْن عَم سيد الْمُرْسلين صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووارث الْخُلَفَاء الرَّاشِدين المتَوَكل على الله ابو الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب أعز الله بِهِ الدّين وأمتع بِبَقَائِهِ الاسلام وَالْمُسْلِمين ودعي لَهُ على مِنْبَر بَيت الْمُقَدّس وَغَيره من مَنَابِر الاسلام وفيهَا جدد عمل الرصاص على ظَاهر الْجَامِع الْأَقْصَى وَفك الرصاص الْقَدِيم ثمَّ ركب وَلم يكن كالاول فِي حسن الصِّنَاعَة والاتقان وَكَانَ الصَّانِع لَهُ رجلا من أهل الرّوم ثمَّ قصد نَاظر الْحَرَمَيْنِ الامير نَاصِر الدّين بن النشاشيبي ان يفك الرصاص عَن ظَاهر قبَّة الصَّخْرَة ويجدده كَمَا فعل بالجامع الْأَقْصَى فَمَنعه الشَّيْخ جمال الدّين بن غَانِم شيخ الْحرم وَقَامَ فِي ذَلِك أعظم قيام وَكَانَ تَوْفِيقًا من الله فَإِن الرصاص الْقَدِيم الْمَوْجُود إِلَى الْآن أولى وَأحسن من المستجد الَّذِي عمل بالأقصى