الانس الجليل (صفحة 742)

وفيهَا - اعني سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ - فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشر جمادي الاخرة رَحل شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف من الْقُدس الشريف بأولاده وعائلته إِلَى الْقَاهِرَة المحروسة واستوطنها وَكَانَ دُخُوله اليها فِي اوائل رَجَب وفيهَا دخل الوباء بالطاعون حَتَّى عَم جَمِيع المملكة وَكَانَ دُخُوله بَيت الْمُقَدّس فِي اوائل رَجَب وَاسْتمرّ مُدَّة طَوِيلَة وَلم يزل الطَّاعُون بالقدس الى مستهل ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وأفنى خلقا من الشَّبَاب وَالنِّسَاء وَأهل الذِّمَّة وَلم يكن طَال ببلدة من الْبِلَاد أَكثر من بَيت الْمُقَدّس فسبحان الْقَادِر عَليّ مَا يَشَاء ثمَّ دخلت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وفيهَا وصل الى الْقُدس الشريف الْأَمِير جانم الخاصكي قريب السُّلْطَان وناظر الجوالي بعد عوده من المملكة الشامية وَكَانَ دُخُوله الى الْقُدس فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر جمادي الأولى فَإِنَّهُ توجه الى بِلَاد الشَّام لكشف الاوقاف وَحضر الى الْقُدس بِسَبَب ذَلِك وأوقد لَهُ الْمَسْجِد الْأَقْصَى فِي لَيْلَة السبت وقبة الصَّخْرَة فِي لَيْلَة الاحد والمدرسة السُّلْطَانِيَّة فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ وَفِي كل لَيْلَة كَانَ يقْرَأ لَهُ ختمات شريفة بِحُضُورِهِ وَجمع لَهُ من جِهَة الاوقاف بالقدس الشريف تِسْعمائَة دِينَار وَقيل الف دِينَار وَمن اهل الذِّمَّة ثلثمِائة دِينَار فَلم يقبل شَيْئا من جِهَة الاوقاف وَأعَاد الْمبلغ بِكَمَالِهِ لمستحقية وَأخذ مَا جمع لَهُ من اهل الذِّمَّة وَحصل للْمُسلمين من مستحقي الاوقاف الْجَبْر بذلك وتضاعف الدُّعَاء فِي صحائفه وسافر من الْقُدس فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري جمادي الاولى (ذكر سفر السُّلْطَان الى المملكة الشامية) وفيهَا سَافر السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف من الْقَاهِرَة قَاصِدا المملكة الشامية فوصل الى مَدِينَة غَزَّة فِي يَوْم الاربعاء تَاسِع شهر جمادي الْآخِرَة فِي جمع قَلِيل دون مائَة نفس وَولي الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَيُّوب نِيَابَة الْقُدس الشريف وَهُوَ بغزة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015