شرِيف بِغَيْر كلفة وَاسْتمرّ الْأَمر على ذَلِك مُدَّة ثمَّ اخْتَلَّ النظام وَرجع الْأَمر على مَا كَانَ عَلَيْهِ أَولا وَتوجه السُّلْطَان من مَدِينَة الْخَلِيل فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشري رَجَب وَوصل الى الْقُدس فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري رَجَب وَنزل بمخيمه عِنْد خَان الظَّاهِر ثمَّ ركب وَدخل الى الْمَدِينَة وَقت الظّهْر وَنزل بمدرسته الْقَدِيمَة الَّتِي هدمت فَلَمَّا رَآهَا لم تعجبه وَكَانَ ذَلِك هُوَ السَّبَب لهدمها وَبِنَاء الْمدرسَة الْمَوْجُودَة الْآن ثمَّ بعد صَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم الْمَذْكُور جلس بقبة مُوسَى تجاه بَاب السلسلة وَجلسَ على مدرسته فِي الشباك المطل من جِهَة الشرق وَجلسَ عِنْده من دَاخل الْقبَّة الْأَمِير ازبك أَمِير كَبِير ومنن ظَاهر الشباك على المسطبة الْأَمِير يشبك الدوادار وَالْقَاضِي زين الدّين بن مزهر كَاتب السِّرّ الشريف وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَحضر مَعَ السُّلْطَان جمَاعَة من اركان الدولة مِنْهُم الْأَمِير خشقدم الطواشي الْوَزير وَالْقَاضِي تَاج الدّين الْمَقْدِسِي نَاظر الْخَواص الشَّرِيفَة وَالْقَاضِي شرف الدّين الانصاري وَالْقَاضِي برهَان الدّين بن ثَابت وَغَيرهم وشكى النَّاس على الْأَمِير جارقطلي نَائِب الْقُدس وَرفعت فِيهِ الْقَصَص بِسَبَب مَا تَعَمّده من الظُّلم والجور فَطَلَبه وَسمع فِيهِ الشكوى وانصف النَّاس مِنْهُ وَأمره ان يدْفع اليهم مَا أَخذ مِنْهُم وشكى النَّاس من القَاضِي غرس الدّين خَلِيل أخي ابي الْعَبَّاس وَأَنه يجْتَمع بالنائب وتيكلم فِي حق النَّاس فَطَلَبه السُّلْطَان وانتهره وَوَضعه على الارض ليضربه فشفع فِيهِ الْأَمِير يشبك الدوادار ورسم بِعَدَمِ إِقَامَته بالقدس فسافر مِنْهُ فَكَانَ يُقيم تَارَة بغزة وَتارَة بِبَلَد المجدل وَلم يزل على ذَلِك الى ان توجه الى مَكَّة وَتُوفِّي بهَا فِي شهور سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة 898 هـ ثمَّ بعد فرَاغ السُّلْطَان من فضل الحكومات فِي الْيَوْم الَّذِي دخل فِيهِ الى الْقُدس صلى الْمغرب بقبة الصَّخْرَة الشَّرِيفَة خلف الامام سعدالله الْحَنَفِيّ ثمَّ نزل