الانس الجليل (صفحة 740)

الى الْجَامِع الْأَقْصَى وَقد اوقدت الْقَنَادِيل على الْعَادة الَّتِي تكون فِي نصف شعْبَان وَكَذَلِكَ قبَّة الصَّخْرَة الشَّرِيفَة وَكَانَت لية مَشْهُودَة وَجلسَ فِي محراب الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَإِلَى جَانِبه الْأَمِير أزبك أَمِير كَبِير والأمير يشبك الدوادار الْكَبِير وَغَيرهم من اركان الدولة وَجلسَ مَعَه شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف وَشَيخ الاسلام النَّجْم بن جمَاعَة والقضاة وَالْخَاص وَالْعَام وقرئت ختمات شريفة وَكَانَ مَعَ السُّلْطَان ثَلَاثَة انفار من رُؤَسَاء الْقُرَّاء بِالْقَاهِرَةِ فقرؤا وَحصل بهم الْبَهْجَة والانس ثمَّ قَرَأَ بعدهمْ الْقُرَّاء بِبَيْت الْمُقَدّس وَصلى السُّلْطَان الْعشَاء الْآخِرَة خلف الشَّيْخ نجم الدّين بن جمَاعَة وَانْصَرف وَلم يسمع قِرَاءَة الْمِعْرَاج الشريف لعدم وجود من يَقْرَؤُهُ فَإِن الشَّيْخ شهَاب الدّين العميري كَانَ غَائِبا بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ حضر الشَّيْخ ابو مَدين وَقَرَأَ الْمِعْرَاج بِحُضُور اركان الدولة ثمَّ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشري رَجَب خرج السُّلْطَان الى مخيمه بِظَاهِر الْقُدس وَطلب النَّائِب وَأمره ان يُصَالح جَمِيع من شكى مِنْهُ فَصَالحهُمْ وَدفع لكل من اخذ مِنْهُ شَيْئا على جريمة نصف مَا أَخذ مِنْهُ وَمن لَهُ دين شَرْعِي دَفعه لَهُ بِكَمَالِهِ ثمَّ أعلم الدوادار الْكَبِير السُّلْطَان ان النَّائِب أرْضى جَمِيع خصمائه فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان احسن للنَّاس واحكم بَينهم بِالْعَدْلِ والانصاف وبالشرع الشريف وَإِن شكى أحد مِنْك بعد الْيَوْم قطعتك نِصْفَيْنِ ثمَّ قدم النَّائِب خدمته للسطان فألبسه خلعة الِاسْتِمْرَار وَتوجه السُّلْطَان فِي لَيْلَة الاربعاء الى الرملة وَكَانَ فِي زمن الشتَاء وَوَقع مطر كثير وَهُوَ بالمخيم على قبَّة الجاموس وَمِمَّا انفق ان انسانا من اللُّصُوص دخل على السُّلْطَان وَهُوَ نَائِم بالخيمة فِي اللَّيْل وسرق بقجة قماش من عِنْد رَأسه فَأصْبح السُّلْطَان وَقبض على الشَّيْخ حَرْب شيخ جبل نابلس بِسَبَب ذَلِك وَقصد قَتله وغرمه مَالا ثمَّ توجه السُّلْطَان الى مَدِينَة غَزَّة وَعَاد الى الْقَاهِرَة وَدخل اليها فِي يَوْم الْخَمِيس الثَّانِي وَالْعِشْرين من شعْبَان وَكَانَ يَوْمًا مشهودا لدُخُوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015