وَقَالَ لَهُ يَنْبَغِي ان تكْتب الْحَمد الله الَّذِي أَعلَى معالم الدّين فَرجع وَكتب علامته الأولى وَلم يزل امْرَهْ يضمحل وأحواله تتناقص حَتَّى وَقع لَهُ محنة فِي شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بِسَبَب حكم حكم بِهِ فِي ايام قَاضِي الْقُضَاة سعدالدين الديري من مُدَّة تقرب من عشْرين سنة قبل التَّارِيخ الْمَذْكُور فَأحْضرهُ السُّلْطَان بَين يَدَيْهِ وضربه ضربا مؤلما وَهُوَ بالحوش فِي الْمَكَان الَّذِي ضرب فِيهِ أهل الْقُدس وَوَضعه فِي زنجير وَسلمهُ للوالي الَّذِي كَانَ تسلم أهل بَيت الْمُقَدّس وَأمر باخراجه الى حلب بعد ان كتب عَلَيْهِ انه لَا يعْمل قَاضِيا وَلَا شَاهدا وعزله عزلا مُؤَبَّدًا فَخرج من الْقَاهِرَة الى ان وصل الى خانقاه سرياقوس فَوَقَعت فِيهِ شَفَاعَة فاعيد الى الْقَاهِرَة وَتوجه من ليلته الى بَلْدَة مينة مَيْمُون واقام بهَا مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ عَاد الى الْقَاهِرَة وَقد صَار فَقِيرا حَقِيرًا لَا يقدر على قوته وَقد اجْتمعت بِهِ وتكلمت مَعَه ولمته على مَا صدر مِنْهُ فِي أَمر الْكَنِيسَة والاهتمام باعادتها فأشهدني عَلَيْهِ ان الاذن الصَّادِر مِنْهُ فِي إِعَادَتهَا إِنَّمَا قصد بِهِ الْفَتْوَى وَلم يقْصد بِهِ الحكم الشَّرْعِيّ الرافع للْخلاف وَالله مُتَوَلِّي السرائر (ذكر قدوم السُّلْطَان الى بَيت الْمُقَدّس} 80 هـ وَفِي شهر رَجَب الْفَرد سنة ثَمَانِينَ سَافر السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف من الْقَاهِرَة المحروسة قَاصِدا زِيَارَة سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَالْمَسْجِد الْأَقْصَى الشريف فوصل الى مَدِينَة غَزَّة المحروسة وَتوجه مِنْهَا فوصل الى مَدِينَة الْخَلِيل فِي يَوْم السبت خَامِس عشري رَجَب وَرفع اليه امْر الْحِسْبَة بِمَدِينَة الْخَلِيل وَأَنه يُؤْخَذ من الْمُحْتَسب مَال لنائب الْقُدس فَيلْزم مِنْهُ تسلطه على الْفُقَرَاء من المتسببين فرسم السُّلْطَان بابطال تَوْلِيَة الْحِسْبَة من نَائِب الْقُدس وابطال مَا هُوَ مُقَرر عَلَيْهَا من الرِّشْوَة وان يكون الْمُحْتَسب بمرسوم