وَاسْتقر بعده فِي الْقُدس الْأَمِير صارم الدّين قطلو مَمْلُوك عز الدّين فرخشاه ابْن شاهنشاه بن أَيُّوب الْأَمِير الاسفهلار عز الدّين سعيد السُّعَدَاء أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن عَليّ بن عبد الله الزنجيلي كَانَ مُتَوَلِّيًا على الْقُدس الشريف وَهُوَ الَّذِي عمر قبَّة الْمِعْرَاج بِصَحْنِ الصَّخْرَة الشَّرِيفَة فِي سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَتقدم ذكر ذَلِك الْأَمِير حسام الدّين ابو سعيد عُثْمَان بن عبد الله العظمي مُتَوَلِّي الْقُدس الشريف وَهُوَ الَّذِي تولى عمَارَة قبَّة النحوية بِصَحْنِ الصَّخْرَة الشَّرِيفَة بِأَمْر الْملك الْمُعظم عِيسَى فِي سنة أَربع وسِتمِائَة الْأَمِير رشيد الدّين فرج بن عبد الله المعظمي مُتَوَلِّي بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي زمن الْملك الْمُعظم عِيسَى وَهُوَ الَّذِي تولى عمَارَة المنارة بمقام السَّيِّد يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام بقرية جلجول فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة الْأَمِير الْكَبِير عَلَاء الدّين الْأَعْمَى هُوَ أيدغدى بن عبد الله الصَّالِحِي النجمي كَانَ من أكَابِر الْأُمَرَاء فَلَمَّا أضرّ أَقَامَ بالقدس الشريف وَولي نظره فعمره وثمره وَكَانَ نَاظر الْحَرَمَيْنِ فِي أَيَّام الظَّاهِر بيبرس الى أَيَّام الْمَنْصُور قلاوون وَكَانَ مهيبا لَا تخَالف مراسيمه وَهُوَ الَّذِي بنى المطهرة قَرِيبا من الْمَسْجِد الشريف النَّبَوِيّ فَانْتَفع النَّاس بهَا فِي الْوضُوء وتيسيره أثابه الله تَعَالَى وانشأ بالقدس الشريف رِبَاطًا بِبَاب النَّاظر وآثارا حَسَنَة وبلط صحن الصَّخْرَة الشَّرِيفَة وَعمر المغلق بِبَلَد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام على بَاب الْمَسْجِد الشريف الَّذِي بداخله الافران والطواحين وَهُوَ مَكَان من الْعَجَائِب يغلق عَلَيْهِ بَاب وَاحِد وَالْحَاصِل الَّذِي يوضع فِيهِ الْقَمْح وَالشعِير علوه وَكَانَ سماط الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي كل يَوْم خَمِيس كيالج قمحا وكيلجة عدسا فَمَا مَاتَ إِلَّا والسماط فِي كل يَوْم غِرَارَتَانِ قمحا وَهَذَا يعد من حسن سيرته وَطيب أَيَّامه وَكَانَ يُبَاشر الْأُمُور بِنَفسِهِ وَله حُرْمَة وافرة توفّي فِي شهر شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن برباطه بِبَاب النَّاظر بالقدس