(ذكر مَا تيَسّر من أَسمَاء وَمن ولي النّظر والنيابة بالقدس الشريف) (وبلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام) وَلم استوعب اسماءهم وَلَا تراجمهم فَإِن ذَلِك تَطْوِيل لَا طائل تَحْتَهُ خُصُوصا حكام الشرطة من النواب لَيْسَ فِي الاعتناء بذكرهم كَبِير فَائِدَة وَإِنَّمَا أذكر من النظار والنواب من اشْتهر من أعيانهم وَمن عرف لَهُ فعل بر أَو مَعْرُوف فَأَقُول - وَالله الْمُوفق - الشَّيْخ الْقدْوَة مُوسَى بن غَانِم الْأنْصَارِيّ قَرَّرَهُ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب فِي مشيخة الْحرم بالقدس الشريف وَالنَّظَر عَلَيْهِ وَالتَّصَرُّف فِي أوقافه وَرَأَيْت توقعيه بذلك وَعَلِيهِ عَلامَة السُّلْطَان الْحَمد لله على نعمائه وَقد قطع تَارِيخه وَلم أطلع للشَّيْخ مُوسَى على تَرْجَمَة وَلَا تارخ وَفَاة الْأَمِير حسام الدّين ساروج التركي اُحْدُ أُمَرَاء الْملك صَلَاح الدّين كَانَ دينا خيرا حسن السِّيرَة ولي أَمر بَيت الْمُقَدّس بعد الْفَتْح وَاسْتمرّ على ولَايَته الى حِين وُقُوع الْهُدْنَة بَين السُّلْطَان والافرنج فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة الْأَمِير عز الدّين جردبك اُحْدُ أُمَرَاء السُّلْطَان الْملك الْعَادِل نور الدّين الشَّهِيد كَانَ أَمِيرا مُعْتَبرا شجاعا واتصل بِخِدْمَة الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين وَكَانَ من اعيان جماعته فَلَمَّا حصل الصُّلْح بَين السُّلْطَان والافرنج بالهدنة فوض الى الْأَمِير جردبك ولَايَة الْقُدس الشريف بعد الْأَمِير حسام الدّين الْمَذْكُور قبله - فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَولي الْأَمِير علم الدّين قَيْصر أَعمال الْخَلِيل وعسقلان وغزة والداروم وَمَا رواءها وَذَلِكَ فِي السّنة الْمَذْكُورَة الْأَمِير سنقر الْكَبِير صَاحب الْقُدس كَانَ مُتَوَلِّيًا عَلَيْهِ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي فِي السّنة الْمَذْكُورَة