وَكَانَ الشَّيْخ زين الدّين مُحدثا بالقدس وَكَانَ شيخ الْمدرسَة الفارسية الْمُجَاورَة للملكية شمَالي الْمَسْجِد الْأَقْصَى الشريف وَقد أجَاز لشيخ الاسلام كَمَال الدّين ابْن ابي شرِيف الشَّافِعِي متع الله بِوُجُودِهِ الْأَنَام وَتُوفِّي الشَّيْخ زين الدّين فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالقدس الشريف وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة الى جَانب وَالِده وعتيقه بِلَال كَانَ روى الحَدِيث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة توفّي فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع جمادي الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَدفن عِنْده سَيّده بِبَاب الرَّحْمَة تَحت العامود الْخَارِج من سور الْمَسْجِد الْأَقْصَى الملاصق للأروقة بسوق الْمعرفَة قَاضِي الْقُضَاة الْعَلامَة عز الدّين أَبُو البركات عبد الْعَزِيز بن الشَّيْخ الامام الْعَالم الْعَلامَة عَلَاء الدّين أبي الْحسن عَليّ بن الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد الْمَحْمُود الْبَغْدَادِيّ الأَصْل ثمَّ الْمَقْدِسِي منشأ الْبكْرِيّ الْحَنْبَلِيّ الشَّيْخ الْعَالم الْمُفَسّر قَاضِي الأقاليم مولده بِبَغْدَاد فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة واشتغل بهَا ثمَّ قدم الى دمشق وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ عَلَاء الدّين بن اللحام شيخ الْحَنَابِلَة فِي وقته وَعرض عَلَيْهِ الخرقى واعتنى بالوعظ وَكَانَ يستحضر كثيرا من تَفْسِير الْبَغَوِيّ واعتنى بِعلم الحَدِيث وَله مُشَاركَة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول اشْتغل ودرس وَكتب على الْفَتَاوَى يَسِيرا وَله مصنفات مِنْهَا مُخْتَصر الْمُغنِي وَشرح الشاطبية وصنف فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَجمع كتابا سَمَّاهُ الْقَمَر الْمُنِير فِي أَحَادِيث البشير النذير ولي قَضَاء بَيت الْمُقَدّس بعد فتْنَة تيمورلنك سنة ارْبَعْ وَثَمَانمِائَة وَلم يعلم ان حنبليا قبله ولي الْقُدس وطالت مدَّته وَاسْتمرّ مُدَّة تبلغ عشْرين سنة ثمَّ ولي قَضَاء دمشق فِي صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين مُدَّة يسيرَة ثمَّ صرف عَنْهَا فولي تدريس المؤيدية بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولي قَضَاء الديار المصرية بعد عزل قَاضِي الْقُضَاة محب الدّين ابْن نصر الله وَكَانَت ولَايَته فِي ثَالِث عشر جمادي الْآخِرَة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ثمَّ عزل بِالْقَاضِي محب الدّين بن نصر الله فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر صفر سنة ثَلَاثِينَ