الانس الجليل (صفحة 688)

ثمَّ ولي قَضَاء دمشق فِي دفعات يكون مجموعها ثَمَانِي وَسِتِّينَ وَالسَّبَب فِي تَسْمِيَته بِالْقَاضِي انه ولي قَضَاء بَغْدَاد وَالْعراق ثمَّ ولي قَضَاء الْقُدس ومصر وَالشَّام وَكَانَ فَقِيها دينا متقشفا عديم التَّكَلُّف فِي ملبسه ومركبه وَله معرفَة تَامَّة وَلما ولي الْقَضَاء بالديار المصرية صَار يمشي لِحَاجَتِهِ فِي الاسواق ويردف عَبده على بغلته وشيئا من هَذَا النسق وَكَانَت جَمِيع ولَايَته من غير سعي توفّي فِي لَيْلَة الْأَحَد مستهل ذِي الْقعدَة سنة سِتّ واربعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع الْأمَوِي وَحضر جنَازَته الْقُضَاة وَبَعض أَرْكَان الدولة وَدفن عِنْد قبر وَالِده بمقابر بَاب كيسَان إِلَى جَانب الطَّرِيق الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الشحام الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَذّن بالجامع الْأمَوِي بِدِمَشْق مولده فِي خَامِس عشري الْمحرم سنة احدى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة سمع من جمَاعَة وروى عَنهُ جمَاعَة من الْأَعْيَان توفّي بالقدس الشريف فِي نَهَار الثُّلَاثَاء تَاسِع جمادي الْآخِرَة سنة ارْبَعْ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو عبيد الله مُحَمَّد بن الشَّيْخ زين الدّين ابي هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ شمس الدّين ابي عبد الله محمدالعمري العليمي الْحَنْبَلِيّ الْخَطِيب الْفَقِيه الْمُحدث ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بالرملة وَنَشَأ بهَا ثمَّ توجه الى مَدِينَة صفد فَأَقَامَ بهَا وَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظه بِرِوَايَة عَاصِم واتقنها وأجيز بهَا من مَشَايِخ الْقِرَاءَة ثمَّ عَاد الى الرملة واشتغل بِالْعلمِ فِي مَذْهَب الامام احْمَد رَضِي الله عَنهُ وَحفظ مُخْتَصر الخرقى وكل أسلافه شافعية لم يكن فيهم من هُوَ على مَذْهَب احْمَد سواهُ ولأسلافه مآثر وصدقات وَكَانَ يحترف بِالشَّهَادَةِ ثمَّ بَاشر الحكم بالرملة على قَاعِدَة مذْهبه نِيَابَة عَن الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة ثمَّ اجْتهد فِي تَحْصِيل الْعلم وسافر الى الشَّام ومصر وَبَيت الْمُقَدّس وَأخذ عَن عُلَمَاء الْمَذْهَب وأئمة الحَدِيث وَفضل فِي فنون من الْعلم وتفقه بالشيخ شهَاب الدّين بن يُوسُف المرداوي وبرع فِي الْمَذْهَب وافتى وناظر وَقَرَأَ البُخَارِيّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015