الشريف بقلعة الْجَبَل المنصورية بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يحترف بِالشَّهَادَةِ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بَاشر نِيَابَة الحكم بهَا وَدخل اليها فِي اوائل الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين فباشر بعفة ونزاهة وَحُرْمَة وشهامة وَنشر الْعلم وانتفع بِهِ الطّلبَة وعلت كَلمته وَبعد أمره لعفته وشهامته وَمَعَ ذَلِك كَانَ متواضعا لين الْجَانِب يحب الْعلم ونشره وَله مُصَنف فِي النَّحْو وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن حفظا جيدا وَيكثر من التِّلَاوَة وَقد قَرَأت عَلَيْهِ قِطْعَة من آخر كتاب الخرقى فِي فقه مَذْهَب الامام رَضِي الله عَنهُ قِرَاءَة بحث وَفهم ثمَّ قَرَأت عَلَيْهِ قِطْعَة من أول الْمقنع قِرَاءَة بحث وَفهم فَكَانَ يُقرر فِي الْعبارَة تقريرا حسنا لَعَلَّ كثيرا من اهل الْمَذْهَب لَا يقرره وقرأت عَلَيْهِ فِي النَّحْو ولازمت مُجَالَسَته وترددت اليه كثيرا وَحصل لي مِنْهُ غَايَة الْخَيْر والنفع وَلَكِن اخترمته الْمنية بِسُرْعَة قبل بُلُوغ المُرَاد مِنْهُ وَلما توفّي قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين الديري الْحَنَفِيّ فِي حادي عشري ربيع الآخر حضر ضبط تركته ثمَّ مرض اياما وَتُوفِّي فِي صَبِيحَة يَوْم السبت ثَانِي جمادي الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَثَمَانمِائَة فَكَانَ بَين وَفَاته ووفاة القَاضِي جمال الدّين الديري عشرَة أَيَّام وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة وَكَانَت جنَازَته حافلة عَفا الله عَنهُ وعوضه الْجنَّة قَاضِي الْقُضَاة حميد الدّين أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن بدر الدّين ابي عبد الله الْحُسَيْنِي الْبكْرِيّ الْمَالِكِي الْقرشِي الخليلي الْمَشْهُور بِابْن المغربي كَانَ يحفظ الْقُرْآن ويتقنه بالروايات وَولي قَضَاء بلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَهُوَ أول من وليه من الْمَالِكِيَّة توفّي فِي سنة ارْبَعْ وَسبعين وَثَمَانمِائَة ولي قَضَاء الْقُدس الشريف وأضيف اليه قَضَاء بلد الْخَلِيل ثمَّ عزل فِي أَوَاخِر سنة ارْبَعْ وَسبعين وَتوجه الى الْقَاهِرَة فولي قَضَاء طرابلس وَتوجه اليها وَتُوفِّي بهَا فِي شهرو سنة ثَمَان وَسبعين وَثَمَانمِائَة قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن شمس الدّين مُحَمَّد الْهَاشِمِي الْمَالِكِي الكركي الأَصْل الْمَشْهُور بِابْن المزوار ولي قَضَاء الْقُدس فِي سنة ارْبَعْ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة ثمَّ عزل وَولي قَضَاء الكرك وَقَضَاء غَزَّة