وَلما توفّي القَاضِي نور الدّين البدرشي ولي الْقَضَاء بعده بالقدس الشريف فِي مستهل شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَلم يدْخل الْقُدس إِلَّا فِي شهر صفر سنة ثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ الى جمادي الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ثمَّ توجه الى الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا وَهُوَ مُسْتَمر على الْولَايَة الى ان توفّي فِي يَوْم الاحد تَاسِع عشر جمادي الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع المارديني وَكَانَ عفيفا فِي مُبَاشَرَته لَا يتَنَاوَل غير معلومه الْمُرَتّب على وقف الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَهُوَ فِي كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم فضَّة السَّيِّد الشريف شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الْمَالِكِي المغربي كَانَ من اهل الْفضل وبحفظ الْقُرْآن وَكتب على الْفَتْوَى قَلِيلا وباشر الحكم بالقدس الشريف نِيَابَة عَن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الْعَيْنِيّ حِين كَانَ القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن المزوار بِالْقَاهِرَةِ - كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته - وَكَانَ رجلا مُبَارَكًا خيرا متواضعا توجه الى الْحجاز الشريف فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ ثمَّ توجه الى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فَتوفي بهَا فِي شهور سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة الْعدْل شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد المصطاوي المغربي الْمَالِكِي كَانَ من أهل الْقُرْآن واحترف بِالشَّهَادَةِ دهرا طَويلا توفّي فِي اواخر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة الشَّيْخ الناسك شمس الدّين ابو عبد الله مُحَمَّد بن الشَّيْخ الصَّالح الْقدْوَة خَليفَة ابْن مَسْعُود المغربي الأَصْل ثمَّ الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي ولد بالقدس الشريف فِي لَيْلَة ثَانِي عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَحفظ الرسَالَة فِي فقه مَذْهَب الامام مَالك رَضِي الله عَنهُ وَلَقي جمَاعَة من مَشَايِخ الصُّوفِيَّة وَأخذ الحَدِيث عَن جمَاعَة وَاسْتقر فِي إِمَامَة الْمَالِكِيَّة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ومشيخة القادرية بالقدس بعد وَفَاة وَالِده بَرَكَات وَكَانَ ذَا همة ومروءة وَعِنْده سخاء وَمَكَارِم اخلاق ثمَّ صرف عَن مشيخة المغاربة فِي سنة اثتين وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَفِي أَوَاخِر عمره اقبل على الْعِبَادَة وَترك النِّسَاء وتعزب من التَّارِيخ الْمَذْكُور