وَمِمَّنْ بَاشر نِيَابَة الحكم بالقدس الشريف القَاضِي جمال الدّين يُوسُف المارديني وَلم أطلع لَهُ على تَرْجَمَة قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن زين الدّين ابي الْفرج عبد الرَّحْمَن التلمساني الْمَالِكِي الْمَشْهُور بالحريري ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بالقدس الشريف وَورد الْأَمر بولايته فِي مستهل ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وعزل فِي أَوَاخِر رَمَضَان مِنْهَا وإعيد القَاضِي شمس الدّين المغراوي قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد المغراوي الْمَالِكِي مولده فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَكَانَ رجلا مُبَارَكًا يحفظ الْقُرْآن قدم من بِلَاده الى الرملة واقام بهَا ثمَّ ولي قضاءها مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ ولي قَضَاء الْقُدس الشريف فِي سنة ارْبَعْ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَوَقع لَهُ الْعَزْل فِي الْولَايَة مَرَّات وَتُوفِّي وَهُوَ بَاقٍ على الْقَضَاء فِي نصف شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَمَانمِائَة الْعدْل شهَاب الدّين أَحْمد بن محد بن الرباحي المغربي الأَصْل الْمَالِكِي كَانَ من الْعُدُول بالقدس الشريف وَمن طلبة الْعلم وَكَانَ يُؤذن بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الشريف وَعِنْده مُرُوءَة زَائِدَة ومحبة لأَصْحَابه توجه الى الْحجاز الشريف فِي سنة ارْبَعْ وَسبعين وجاور بِمَكَّة سنة خمس وَسبعين فَلَمَّا قضى مَنَاسِكه ووقف بجبل عَرَفَات وَدخل الى مَكَّة ثمَّ عَاد الى منى توفّي بهَا وَدفن عِنْد مَسْجِد الْخيف فِي شهر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة ووالده هُوَ الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد الرباحي من فضلاء المغاربة الْمَالِكِيَّة توفّي قبله بسنين بِبَيْت الْمُقَدّس وَكَانَ من أَصْحَاب الشَّيْخ خَليفَة - الْمُتَقَدّم ذكره - قَاضِي الْقُضَاة نور الدّين ابو الْحسن عَليّ بن ابراهيم البدرشي البحري الْمَالِكِي المضري الشَّيْخ الامام الْعَالم الْعَلامَة شَيخنَا كَانَ من أهل الْعلم وَله معرفَة تَامَّة بِالْعَرَبِيَّةِ وَعلم الْفَرَائِض والحساب والْحَدِيث الشريف النَّبَوِيّ وَكَانَ من جلساء القَاضِي زين الدّين بن مزهر كَاتب السِّرّ الشريف وأخصائه وَمن جملَة قراء الحَدِيث