الانس الجليل (صفحة 667)

للنَّاس ولين جَانب وَلَقَد أحسن إِلَيّ فِي زمن ولَايَته الْقَضَاء وَبعده توفّي فِي يَوْم الْخَمِيس الثَّلَاثِينَ من شهر رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَله سِتّ وَخَمْسُونَ سنة وَصلي عَلَيْهِ من يَوْمه بعد صَلَاة الْعَصْر بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الشريف وَدفن الى جَانب وَالِده بتربة ماملا وَكَانَ يَوْمًا مشهودا لجنازته شيعه شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف وَشَيخ الاسلام النجمي ابْن جمَاعَة وناظر الْحَرَمَيْنِ ونائب السلطنة الْأَمِير دقماق والقضاة والأإعيان وَغَيرهم تغمده الله برحمته وعوضه الْجنَّة الْعدْل عَلَاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد الْحَنَفِيّ الْمَشْهُور بِابْن نَائِب النَّاظر نِسْبَة لوالده الْحَاج مُحَمَّد فَإِنَّهُ كَانَ يُبَاشر نِيَابَة النّظر على الْمَسْجِد الْأَقْصَى فَعرف بِهِ وَكَانَ عَلَاء الدّين رجلا خيرا يحترف بِالشَّهَادَةِ بَاشَرَهَا دهرا طَويلا نَحْو سِتّ وَخمسين سنة على خير وعفاف لم يضْبط عَلَيْهِ مَا يشينه ثمَّ اذن لَهُ فِي عُقُود الانكحة فباشرها نَحْو سِتَّة عشر سنة وَكَانَ لَهُ مُرُوءَة وَعِنْده تواضع وتودد توفّي فِي عَاشر الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بماملا الشَّيْخ الامام الْعَالم الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن بدر الدّين مَحْمُود الْحَنَفِيّ شيخ الْمدرسَة الفنرية بالقدس الشريف قدم الى بَيت الْمُقَدّس وَأقَام بِهِ مُدَّة يسيرَة وَتُوفِّي فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث شهر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة وَبني على قَبره مسطبة كَبِيرَة بِبِنَاء مُحكم الشَّيْخ الامام الْعَالم الْعَلامَة زين الدّين عبد السَّلَام بن ابي بكر بن الرضي الكركي الْحَنَفِيّ ولد بِمَدِينَة الكرك وَنَشَأ بهَا وَكَانَ على مَذْهَب الامام الشَّافِعِي ثمَّ قدم الى بَيت الْمُقَدّس فِي شهور سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وانتقل الى مَذْهَب الامام الْأَعْظَم ابي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ وتفقه على الشَّيْخ نَاصِر الدّين بن الشنتير - الْمُتَقَدّم ذكره - وبرع فِي مَذْهَب ابي حنيفَة وَأذن لَهُ فِي الافتاء ودأب وَحصل وتفنن فِي الْعُلُوم وتصدر للافتاء والتدريس وَكتب على الْفَتَاوَى كثيرا وانتفع النَّاس بِهِ واشتغل عَلَيْهِ الطّلبَة وَكَانَ من اهل الْعلم وَعَلِيهِ السكينَة وَالْوَقار وَالنَّاس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015