سَالِمُونَ من يَده وَلسَانه وَعبارَته فِي الْفَتْوَى نِهَايَة فِي الْحسن درس بالمعظمية نِيَابَة الى أَن توفّي وَلما انْتقل من مَذْهَب الشَّافِعِي إِلَى مَذْهَب ابي حنيفَة رَضِي الله عَنْهُمَا لامه بعض النَّاس على ذَلِك فَأَنْشد أَخذ السَّفِيه يلومني بِجَهَالَة لم لَا ثَبت على الطَّرِيق الأعرف فأجبته دع عَنْك لومي يَا فَتى واسلك طَريقَة ذَا الامام الْأَشْرَف ان الْمذَاهب خَيرهَا وأصحها مَا قَالَه النُّعْمَان حَقًا فاقتف انسان عين للأئمة كلهم وَالْكل عَنهُ للطريقة مقتفي فاخترت مذْهبه وَقلت بقوله وَجَعَلته يَوْم الْقِيَامَة مسعفي توفّي رَحمَه الله فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشري شهر رَجَب سنة سبع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة بالطاعون وَصلي عَلَيْهِ بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بعد صَلَاة الْعَصْر وَحمل تابوته على الرؤوس وَدفن بماملا وَمَات فَقِيرا لم يتْرك من الدُّنْيَا سوى نَحْو عشرَة دَنَانِير وَكتبه عَفا الله عَنهُ ودرس بعده فِي المعظمية الشَّيْخ الْعَلامَة القَاضِي شمس الدّين أَبُو اللطف مُحَمَّد ابْن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن قَاضِي الْقُضَاة خير الدّين خَلِيل الْحَنَفِيّ نِيَابَة بعد أَن كَانَت الْوَظِيفَة لَهُ اسْتِقْلَالا فَإِنَّهُ كَانَ بِيَدِهِ حِصَّة مِنْهَا قدرهَا الخمسان تلقاها عَن وَالِده وباشرها مُدَّة فِي زمن الشَّيْخ تَاج الدّين الديري بمشاركته لَهُ فِيهَا وَنزل عَن الْحصَّة للْقَاضِي فَخر الدّين الخزرجي فَنزل عَنْهَا للشَّيْخ تَاج الدّين الديري فكملت الْوَظِيفَة ثمَّ تلقاها عَنهُ وَلَده قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدّين هبة الله ثمَّ نزل عَنْهَا للشَّيْخ رَضِي الدّين بن القَاضِي عماد الدّين بن الأحزم الْمُقِيم بِالْقَاهِرَةِ فاستناب قَاضِي الْقُضَاة خير الدّين بن عمرَان الْحَنَفِيّ إِلَى أَن توفّي ثمَّ استناب الشَّيْخ عبد السَّلَام بن الرضي الى ان توفّي ثمَّ استناب القَاضِي شمس الدّين خير الدّين وَالْأَمر مُسْتَمر على ذَلِك إِلَى يَوْمنَا هَذَا اللَّهُمَّ اختم بِخَير