وَتُوفِّي وَالِده وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ بعده وانتقل إِلَى مَذْهَب أبي حنيفَة وَكَانَ لَهُ ذكاء مفرط ينظم الشّعْر الْحسن وَكَانَ حسن الشكل طيب النغمة فِي الذّكر توجه إِلَى بِلَاد الرّوم فِي شَوَّال سنة ثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَاجْتمعَ بالشيخ شهَاب الدّين الكوراني وأركان دولة السُّلْطَان ابْن عُثْمَان فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ وأعلموا بِهِ السُّلْطَان فَأحْسن اليه إحسانا بليغا ثمَّ اجْتمع بالسلطان فَأكْرمه وَبَالغ فِي تَعْظِيمه ورتب لَهُ مَا يقوم بكفايته وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِ وانتظم لَهُ الْحَال وَتعين فِي بِلَاد الرّوم وَصَارَ لَهُم فِيهِ إعتقاد وَاسْتمرّ على ذَلِك إِلَى أَن توفّي فِي شهر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَدِينَة اسطنبول وَهِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة الشَّيْخ الامام الْعَلامَة عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أبي بكر بن عِيسَى بن الرصاص الْحَنَفِيّ مولده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ من أهل الْعلم وَيكْتب خطا حسنا افتى ودرس وَأخذ عَنهُ الطّلبَة وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ من فقه وَتَفْسِير وَكَانَ يتجمل بالملبوس الْحسن وَيُقِيم نظامه على طَريقَة الرؤساء مَعَ قلَّة مَاله توفّي بالقدس الشريف فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشر شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بَين الظّهْر وَالْعصر وَدفن بماملا بعد صَلَاة الظّهْر من يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر الشَّهْر الْمَذْكُور الشَّيْخ عَليّ بن مُحَمَّد الْمَشْهُور بقرًا عَليّ العجمي الْحَنَفِيّ كَانَ رجلا مُبَارَكًا منور الشيبة وَعِنْده سُكُون اشْتغل بِالْعلمِ على نَاصِر الدّين مُحَمَّد شاه بن الفنري وَكَانَ شيخ الْمدرسَة الفنرية الكائنة علو رواق بَاب الأسباط بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى حج إِلَى بَيت الله الْحَرَام فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة فَقضى مَنَاسِكه وَفرغ من الْحَج وَتُوفِّي بِمَكَّة المشرفة فِي شهر ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة وَدفن بِبَاب المعلاة الشَّيْخ شُجَاع الدّين الياس بن عمرَان الرُّومِي الْحَنَفِيّ كَانَ من أهل الْفضل فِي مذْهبه وَهُوَ رجل خير متواضع سليم الْفطْرَة لَا يعرف شَيْئا من احوال النَّاس بَاشر نِيَابَة الْقَضَاء بالقدس الشريف عَن قَاضِي الْقُضَاة خير الدّين بن عمرَان فِي سنة