الْحَاصِل لَهُ وَبَقِي فِي الموكب وَهُوَ لَا يَسْتَطِيع التثبت على الْفرس لشدَّة الضعْف وَلَقَد شاهدته فِي تِلْكَ الْهَيْئَة فخطر لي ان سَكَرَات الْمَوْت لائحة عَلَيْهِ فَلَمَّا دخل منزله اشْتَدَّ بِهِ الْأَلَم وَلم يقدر انه حكم حكما وَلَا جلس فِي مجْلِس الحكم وَاسْتمرّ اربعة عشر يَوْمًا وَتُوفِّي فِي صَبِيحَة يَوْم الاربعاء حادي عشري ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَقد بلغ من الْعُمر نَحْو ارْبَعْ وَسبعين سنة وَدفن بِجَانِب وَالِده بماملا عِنْد الشَّيْخ شهَاب الدّين بن أرسلان الشَّيْخ الْعَلامَة جمال الدّين بن شرف الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ كَذَا كَانَ يكْتب بِخَطِّهِ اسْمه وَاسم ابيه وَهُوَ أَبُو المحاسن يُوسُف كَانَ من أهل الْفضل ولي مشيخة الْمدرسَة العثمانية بعد الشَّيْخ سراج الدّين - الْمُتَقَدّم ذكره - وَكَانَ يكْتب على الْفَتْوَى عبارَة حَسَنَة مَعَ كَونه روميا وَمن الْعجب أَنه كَانَ يَأْتِي اليه السُّؤَال فَلَا يحسن قِرَاءَته بِالْعَرَبِيَّةِ فَيَقُول لمن يَأْتِي بِهِ أَو غَيره اعلمني بِمَعْنى هَذَا السُّؤَال فيذكر لَهُ مَعْنَاهُ فَيكْتب عَلَيْهِ بِعِبَارَة وَاضِحَة مُطَابقَة للْحَال فِي غَايَة الْحسن توفّي فِي الْمحرم سنة ثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة الْفَقِيه شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غضية الْمقري الْحَنَفِيّ الْمُؤَذّن كَانَ وَالِده من أهل الْفضل بَاشر نِيَابَة الحكم بالقدس الشريف وَتقدم ذكره وَكَانَ هُوَ رجلا خيرا سَاكِنا يحفظ الْقُرْآن وَيُؤذن بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ويؤدب الْأَطْفَال بالجوهرية وَالنَّاس سَالِمُونَ من يَده وَلسَانه وَكَانَ لَهُ ولد اسْمه مُحَمَّد توفّي قبله فِي سنة خمس وَسبعين وَتقدم ذكره مَعَ الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة فَصَبر واحتسب وَتُوفِّي فِي سنة ثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة الشَّيْخ الْعَلامَة شهَاب الدّين ابو الْعَبَّاس أَحْمد بن الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين ابي بكر بن ابي الوفا الْحُسَيْنِي الْحَنَفِيّ شيخ الوفائية بالقدس الشريف وَتقدم ذكر أسلافه مَعَ فُقَهَاء الشَّافِعِيَّة كَانَ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَولا على مَذْهَب الشَّافِعِي