حِين احْتَرَقَ وَوضع الدرابزين حول الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَعمل فِيهَا منبرا وسقفه بِالذَّهَب واهتم بكسوة الْكَعْبَة الشَّرِيفَة وَفتح الفتوحات وجدد قبر سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَزَاد فِي رواتبه مَا يصرف على المقيمين وَبنى على الْمَكَان الْمَنْسُوب لسيدنا مُوسَى الكليم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبَّة - كَمَا تقدم - وجدد بالقدس الشريف اشياء حَسَنَة من ذَلِك قبَّة السلسلة ورمم شعث الصَّخْرَة وَغَيرهَا وَبنى على قبر أبي عُبَيْدَة بن الْجراح مشهدا ووقف عَلَيْهِ شَيْئا للواردين وَتُوفِّي رَحمَه الله بِدِمَشْق يَوْم الْخَمِيس السَّابِع وَالْعِشْرين من شهر الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة وَدفن بهَا وَكَانَت مُدَّة ملكه نَحْو سَبْعَة عشر سنة وشهرين وَعشرَة ايام رَحمَه الله تَعَالَى وَعَفا عَنهُ وَولي الْملك بعده وَلَده الْملك السعيد مُحَمَّد بركَة ثمَّ خلع وَولي أَخُوهُ الْملك الْعَادِل سلامش ثمَّ خلع وَولي بعده السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور قلاوون الصَّالِحِي هُوَ سيف الدّين قلاوون الالفي وجنسه قبجاقي وَهُوَ أول مَمْلُوك بيع بِأَلف دِينَار وَاسْتقر فِي السلطنة فِي يَوْم الْأَحَد الثَّانِي وَالْعِشْرين من رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة وَكَانَ الْخَلِيفَة الْحَاكِم بِأَمْر الله أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد العباسي وَأقَام منار الْعدْل وَفتح الفتوحات فَفتح حصن المرقب وَهُوَ حصن الاستبار وَهُوَ فِي غَايَة الْعُلُوّ والحصانة فحصره ثمَّ فَتحه بالأمان فِي ربيع الأول سنة ارْبَعْ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَفتح صهيون فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَفتح طرابلس بعد ان نازلها بعسكره يَوْم الْجُمُعَة مستهل ربيع الأول سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة ويحيط الْبَحْر بغالبها وَلَيْسَ عَلَيْهَا قتال فِي الْبر إِلَّا من جِهَة الشرق وَهُوَ مِقْدَار قَلِيل فحصرها حَتَّى فتحهَا يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع ربيع الآخر بالسف فَدَخلَهَا الْعَسْكَر عنْوَة وَقتل غَالب رجالها وسبى ذَرَارِيهمْ وَكَانَ الأفرنج قد استولوا عَلَيْهَا فِي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة فَبَقيت فِي ايديهم وَكَانَ الأفرنج قد استولوا عَلَيْهَا فِي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة فَبَقيت فِي أَيّدهُم