وَقد تقدم أَنه توفّي بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَأَن قَبره بِالبَقِيعِ وَلَكِن الْمَشْهُور عِنْد أهل تِلْكَ النواحي انه بلد فِي المشهد الْمَعْرُوف وَالله أعلم وبظاهر الرملة من جِهَة الغرب بِالْقربِ من الْبَحْر المالح مشْهد يُقَال أَن بِهِ ضريح سيدنَا روبيل بن يَعْقُوب عَلَيْهِمَا السَّلَام وَهُوَ مَكَان مأنوس يقْصد للزيارة وَفِي كل سنة لَهُ موسم يجْتَمع النَّاس فِيهِ من الرملة وغزة وَغَيرهمَا ويقيمون أَيَّامًا وينفقون أَمْوَالًا كَثِيرَة وَيقْرَأ هُنَاكَ الْقُرْآن الْعَظِيم والمولد الشريف وَالَّذِي عمر المشهد سيدنَا ومولانا ولي الله تَعَالَى الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن رسْلَان تغمده الله برحمته وَمن الاولياء الْمَشْهُورين بِأَرْض فلسطين السَّيِّد الْجَلِيل الْكَبِير وسلطان الاولياء وقدوة العارفين وَسيد أهل الطَّرِيقَة الْمُحَقِّقين صَاحب القمامات والمواهب والكرامات والخوارق الباهرات الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله الملازم لطاعة الله أَبُو الْحسن عَليّ بن عليل وَهُوَ الْمَشْهُور عِنْد النَّاس بِابْن عليم - بِالْمِيم - وَأما نسبه الصَّحِيح الثَّابِت عليل - بَالَام - صَاحب الكرامات الْمَشْهُورَة والمناقب الظَّاهِرَة وشهرته تغني عَن الاطناب فِي ذكره وَالِاسْتِقْصَاء فِي تَرْجَمته فَإِن صيته كضوء النَّهَار لَا يخفى على أحد وَنسبه مُتَّصِل بأمير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فَهُوَ عَليّ بن عليل بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن السَّيِّد الْجَلِيل الزَّاهِد العابد الصوام القوام الصَّحَابِيّ عبد الله ابْن مَوْلَانَا وَسَيِّدنَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ابي حَفْص عمر بن الْخطاب الْقرشِي رَضِي الله عَنهُ وَعَن اصحاب رَسُول الله أَجْمَعِينَ وضريح السَّيِّد عَليّ بن عليل بشاطيء الْبَحْر المالح بساحل أرسوف وَعَلِيهِ مشْهد عَظِيم مأنوس وَبِه مَنَارَة مُرْتَفعَة وَأهل تِلْكَ النواحي بأسرها فِي حفظه وبركة سره وَمن مناقبه أَن الأفرنج يَعْتَقِدُونَ فِيهِ ويعترفون بصلاحه وَقد أخْبرت أَن الأفرنج اذا اقْبَلُوا على ضريحه وهم فِي الْبَحْر كشفوا رُؤْسهمْ ونكسوها نَحوه رَضِي الله عَنهُ وَكَانَت وَفَاته فِي يَوْم السبت لاثني عشرَة خلت من ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين واربعمائة وَلما نزل الْملك الظَّاهِر بيبرس يَوْم فتح يافا وأرسوف زَارَهُ وَنذر النذور والأوقاف ودعا عِنْد قَبره فيسر الله لَهُ فتح الْبِلَاد وَفِي كل سنة لَهُ موسم فِي زمن الصَّيف يَقْصِدهُ النَّاس من الْبِلَاد الْبَعِيدَة والقريبة ويجتمع هُنَاكَ خلق لَا يحصيهم إِلَّا الله تَعَالَى وينفقون الْأَمْوَال الجزيلة وَيقْرَأ عِنْده المولد الشريف وَفِي عصرنا ولي النّظر عَلَيْهِ سيدنَا ومولانا وَشَيخنَا ولي الله تَعَالَى قدوة الْعباد وَإِمَام الزهاد وبركة الْوُجُود والعباد شمس الدّين أَبُو العون مُحَمَّد الْغَزِّي الْقَارِي الشَّافِعِي نزيل جلجوليا شيخ السَّادة القادرية بالمملكة الاسلامية متع الله الانام بِوُجُودِهِ فعمر المشهد وَأقَام نظامه وشعاره وَفعل آثارا حَسَنَة مِنْهَا الرخام الْمركب على الضريح الْكَرِيم عمله فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَكَانَ قبله يعْمل عَلَيْهِ ضريح من خشب وحفر الْبِئْر الَّذِي بِصَحْنِ الْمَسْجِد حَتَّى وصل الى المَاء الْمعِين ثمَّ عمر برجا على ظهر الايوان من جِهَة الغرب للْجِهَاد فِي سَبِيل الله تَعَالَى وَوضع فِيهِ آلَات الْحَرْب لقِتَال الافرنج - خذلهم الله - وَكَانَت عِمَارَته بعد التسعين والثمانمائة وَغير ذَلِك من أَنْوَاع الْعِمَارَة وَالْخَيْر أثابه الله تَعَالَى ثَوابًا جزيلا وَمد فِي حَيَاته أمدا طَويلا وَتُوفِّي شَيخنَا ابو العون الْغَزِّي فِي ربيع الآخر سنة عشر وَتِسْعمِائَة بِمَدِينَة الرملة وبأرض فلسطين عدَّة من الْأَوْلِيَاء وَالصَّالِحِينَ والأماكن الْمَقْصُودَة للزيارة وَالْمَقْصُود هُنَا الِاخْتِصَار وَالله يهدي من يَشَاء الى صِرَاط مُسْتَقِيم (ذكر عسقلان) عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ جَاءَ رجل الى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله أَنِّي أُرِيد الْغَزْو فِي سَبِيل الله فَقَالَ عَلَيْك بِالشَّام فَإِن الله تَعَالَى قد تكفل بِالشَّام وَأَهله والزم من الشَّام عسقلان فَإِنَّهَا اذا دارت الرحا