فِي أمتِي كَانَ أَهلهَا فِي عَافِيَة وَقد ورد فِيهَا أَحَادِيث غير هَذَا ضعفها الْحَافِظ ابو مُحَمَّد وأكذب رواتها وَتقدم أَن عسقلان كَانَت من احسن المدن وأظرفها وَقد خربها الْملك صَلَاح الدّين فِي شهر شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة واستمرت الى يَوْمنَا لم تعمر وَبهَا مشْهد عَظِيم بناه بعض الفاطميين من خلفاء مصر على مَكَان زَعَمُوا أَن رَأس الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا بِهِ وبسعقلان أَمَاكِن تقصد للزيارة وَهِي على شاطيء الْبَحْر المالح وَقد ألف الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر جُزْءا فِي فَضلهَا (ذكر غَزَّة) عَن مُصعب بن ثَابت عَن ابْن الزبير يرفعهُ طُوبَى لمن سكن احدى القريتين عسقلان وغزة وَهِي من أحسن المدن الْمُجَاورَة لبيت الْمُقَدّس وفيهَا ولد سيدنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام وَهِي من الثغور فَإِن الْبَحْر قريب مِنْهَا وَبهَا كثير من الْأَشْجَار وَالنَّخْل وحولها كثير من المغارس والمزارع وفيهَا أَنْوَاع الْفَوَاكِه وَهِي من أحسن مدن فلسطين وفيهَا خلق مِمَّن سلف من الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَتقدم أَن الإِمَام الْأَعْظَم مُحَمَّد بن ادريس الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ ولد بهَا وَمَوْضِع مولده مَعْرُوف يقْصد للزيارة وَلَو لم يكن لغزة من الْفَخر إِلَّا مولد النَّبِي سُلَيْمَان وَالْإِمَام الشَّافِعِي بهَا لكفاها (ذكر أرِيحَا) قَالَ الله تَعَالَى إِخْبَارًا عَن رَسُوله مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام (وَإِذ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قوم ادخُلُوا الأَرْض المقدسة الَّتِي كتب الله لكم) قَالَ ابْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَالسُّديّ هِيَ أرِيحَا وَهِي مَدِينَة الجبارين الَّتِي تقدم ذكرهَا عِنْد قصَّة سيدنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام - كَمَا تقدم ذكره - وَهِي شَرْقي بَيت الْمُقَدّس بِالْقربِ من