سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَقد تلاشت أَحْوَال الْمَسْجِد فِي عصرنا وَخرب مُعظم الْوَقْف وَتقدم ان عبَادَة بن الصَّامِت رَحمَه الله كَانَ قَاضِيا بهَا وَهُوَ أول من ولي قَضَاء فلسطين وَمَات بهَا وَاخْتلف فِي قَبره فَقيل بالرملة وَقيل حمل الى الْقُدس فَدفن بِهِ وَهُوَ أشهر ووفاته فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ من الْهِجْرَة - كَمَا تقدم - وفيهَا الإِمَام الْمُحدث أَبُو سعيد عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بدحيم أحد أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ كَانَ قَاضِيا من قبل الْخَلِيفَة أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله العباسي خَليفَة بَغْدَاد تغمده الله تَعَالَى برحمته ثمَّ عينه لقَضَاء مصر وَأمره بالتوجه اليها فعاجلته الْمنية فَتوفي بالرملة وَلم يعرف قَبره ووفاته فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وفيهَا الإِمَام الْمُحدث الْحَافِظ أَبُو عبد الرَّحْمَن ابْن شُعَيْب النساي أحد أَئِمَّة الدُّنْيَا فِي الحَدِيث مولده فِي سنة اربعة عشر وَمِائَتَيْنِ ووفاته بالرملة فِي ثَالِث عشر صفر سنة ثَلَاث وثلاثمائة وَهُوَ الَّذِي قدمه السُّبْكِيّ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة الْوُسْطَى وقبره يُقَال انه بِظَاهِر الْجَامِع الْأَبْيَض بلصق حَائِطه من جِهَة الشرق فِي حوش هُنَاكَ وَقيل أَنه فِي عكا وَالله أعلم وَتُوفِّي وَله ثَمَان وَثَمَانُونَ سنة وفيهَا من الْأَوْلِيَاء الشَّيْخ الْقدْوَة الزَّاهِد العابد ولي الله تَعَالَى أَبُو عبد الله مُحَمَّد البطائحي صَالح مَشْهُور للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد ووفاته فِي يَوْم الْجُمُعَة الْعَاشِر من شهر صفر سنة سبع وَخمسين وثلاثمائة وقبره فِي مشْهد بحارة الباشقردي وَعَلِيهِ من الْأنس والهيبة وَالْوَقار مَا لَا يكَاد يُوصف وَالدُّعَاء عِنْده مستجاب وَقد جربت ذَلِك وَكَانَ الضريح قبل ذَلِك تَحت السَّمَاء فَبنِي عَلَيْهِ ايوان فِي سنة ارْبَعْ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَقد وهم كثير من النَّاس فِي أمره فَظن انه الشَّيْخ عبد الله البطائحي صَاحب السَّيِّد عبد الْقَادِر الكيلاني وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِن السَّيِّد عبد الْقَادِر رَحمَه الله مولده فِي سنة احدى وَسبعين واربعمائة بعد وَفَاة الشَّيْخ عبد الله هَذَا بِمِائَة