عَلَيْهِ ان السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون جدد عِمَارَته فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فَدلَّ على أَنه كَانَ قَدِيما وَهُوَ بَاب عَظِيم بِنَاؤُه فِي غَايَة الاتقان وبالقرب مِنْهُ بَاب المتوضأ الَّذِي يخرج مِنْهُ الى متوضأ الْمَسْجِد كَانَ قَدِيما واستهدم ثمَّ جدد عِمَارَته عَلَاء الدّين الْبَصِير لما عمر المتوضأ وَبَاب السلسلة وَبَاب السكينَة وهما متحدان ومنهما يخرج الى الشَّارِع الْأَعْظَم الْمَعْرُوف بِخَط اسيدنا دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وهما عُمْدَة أَبْوَاب الْمَسْجِد وغالب استطراق النَّاس الى الْمَسْجِد مِنْهُمَا لِأَنَّهُمَا ينتهيان الى مُعظم اسواق الْبَلَد وشوارعها وَيعرف بَاب السلسلة قَدِيما بِبَاب دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَبَاب المغاربة وَسمي بذلك لمجاورته لباب جَامع المغاربة الَّذِي تُقَام فِيهِ الصَّلَاة الاولى وَلِأَنَّهُ يَنْتَهِي الى حارة المغاربة وَهَذَا الْبَاب فِي اواخر الْجِهَة الغربية من الْمَسْجِد مِمَّا يَلِي الْقبْلَة وَيُسمى بَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ثمَّ انْطلق بِي - يَعْنِي جِبْرِيل - حَتَّى دخلت الْمَدِينَة من بَابهَا الْيَمَانِيّ فَأتى قبْلَة الْمَسْجِد فَربط فِيهَا الدَّابَّة - يَعْنِي الْبراق - وَدخلت الْمَسْجِد من بَاب تميل فِيهِ الشَّمْس وَالْقَمَر قَالَ موقتوا بَيت الْمُقَدّس لَا نعلم بِالْمَسْجِدِ بَابا بِهَذِهِ الصّفة إِلَّا بَاب المغاربة فَهَذِهِ الْأَبْوَاب الثَّمَانِية من بَاب الغوانمة الى بَاب المغاربة فِي الْجِهَة الغربية من الْمَسْجِد وَثَلَاثَة ابواب فِي الْجِهَة الشمالية فجملتها أحد عشر بَابا يتَوَصَّل مِنْهَا الى الْمَسْجِد غير بَابي الرَّحْمَة وَالتَّوْبَة وَالْبَاب المسدود فِي السُّور الشَّرْقِي وَأما الابواب الَّتِي يتَوَصَّل مِنْهَا الى الْمَسْجِد مِمَّا حوله من الْمدَارِس والمنازل فنذكرها فِيمَا بعد عِنْد انْتِهَاء ذكر مَا حول الْمَسْجِد من الْمدَارِس إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَأما الْمَسْجِد فَهُوَ من جهتي الْقبْلَة والشرق يَنْتَهِي الى الْبَريَّة فالجهة الْقبلية مشرفة على عين سلوان وَغَيرهَا والجهة الشرقية مشرفة على طور زيتا ووادي جَهَنَّم وَغَيرهمَا والمنازل مُحِيطَة بِالْمَسْجِدِ من جِهَة الغرب وَالشمَال فَقَط