وَفِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فِي أَيَّام الْمُسْتَنْصر بِاللَّه العبيدي خَليفَة مصر استولى عل الْقُدس والرمل آتسز بن أوق الْخَوَارِزْمِيّ صَاحب دمشق وَفِي سنة خمس وَسِتِّينَ أُقِيمَت الدعْوَة العباسية بِبَيْت الْمُقَدّس وَقطعت دَعْوَة الفاطميين ثمَّ استولى آتسز عل دمشق بعد استيلائه عل الْقُدس والرملة وَقطع الْخطْبَة العلوية من دمشق فَلم يخْطب بعْدهَا لَهُم بهَا وَأقَام الْخطْبَة العباسية يَوْم الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فَلَمَّا قتل آتسز فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة استولى بعده عل دمشق تَاج الدولة الْأَمِير تتش بن السُّلْطَان البارسلان السلجوقي وَكَانَ الْقُدس من مضافاته عل عَادَة من تقدمه فقلده للأمير أرتق بن اكسك التركماني جد الْمُلُوك أَصْحَاب ماردين وَاسْتمرّ ارتق مَالِكًا للقدس إِلَى أَن توفّي فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ثمَّ اسْتَقر الْأَمر بعده فِي الْقُدس لِوَلَدَيْهِ ايلغازي وسقمان ابْني ارتق وَاسْتمرّ عل ذَلِك إِلَى أَن قتل تتش صَاحب دمشق فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ثمَّ سَار الْأَفْضَل بن بدر الجمالي أَمِير الجيوش من مصر بعسكر الْخَلِيفَة الْعلوِي وَهُوَ المستعلي بِأَمْر الله فاستولى عل الْقُدس بالأمان فِي شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَسَار سقمان وَأَخُوهُ ايلغازي من الْقُدس وَأقَام سقمان بِبَلَد الرها وَسَار أَخُوهُ ايلغازي إِلَى الْعرَاق وَبَقِي الْقُدس فِي يَد المصريين (ذكر تغلب الإفرنج عل بَيت الْمُقَدّس واستيلائهم عَلَيْهِ) لما فتح الله الْبَيْت الْمُقَدّس عل يَد أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَعمر عل يَده ثمَّ عل يَد عبد الْملك بن مَرْوَان وَغَيره من الْخُلَفَاء - كَمَا سبق شَرحه - اسْتمرّ بأيدي الْمُسلمين الْخُلَفَاء من حِين الْفَتْح الْعمريّ فِي سنة خمس وَعشْرين من الْهِجْرَة الشَّرِيفَة إِلَى اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة فِي خلَافَة المستظهر بِاللَّه هُوَ أَبُو الْعَبَّاس