وَرَأَيْت فِي بعض التواريخ إِنَّه فِي سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة فِي ربيع الأول احْتَرَقَ مشْهد الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنهُ بشرارة وَقعت من بعض الشعالين من حَيْثُ لم يشْعر وَورد الْخَبَر بتشعب الرُّكْن الْيَمَانِيّ من الْمَسْجِد الْحَرَام وَسُقُوط جِدَار بَين يَدي قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإنَّهُ سَقَطت الْقبَّة الْكَبِيرَة الَّتِي عل صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس قَالَ النَّاقِل وَهَذَا من أغرب الاتفاقات وأعجبها (قلت) وَلم اطلع عل حَقِيقَة الْحَال فِي سُقُوط الْقبَّة الَّتِي عل الصَّخْرَة وَلَا إِعَادَتهَا وَالظَّاهِر أَن السُّقُوط كَانَ فِي بَعْضهَا لَا فِي كلهَا وَالله أعلم وَفِي سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة كثرت الزلازل بِمصْر وَالشَّام فهدمت أَشْيَاء كَثِيرَة وَمَات تَحت الرَّدْم خلق كثير وانهدم من الرمل ثلثهَا وتقطع جَامعهَا تقطعا وَخرج أَهلهَا مِنْهَا فأقاموا بظاهرها ثَمَانِيَة أَيَّام ثمَّ سكن الْحَال فعادوا إِلَيْهَا وَسقط بعض حيطان بَيت الْمُقَدّس وَوَقع من محراب دَاوُد قِطْعَة كَبِيرَة وَمن مَسْجِد ابراهيم الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قِطْعَة وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة سقط تنور قبَّة الصَّخْرَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَفِيه خَمْسمِائَة قنديل فتطير المقيمون بِهِ من الْمُسلمين وَقَالُوا لَيَكُونن فِي الْإِسْلَام حَادث عَظِيم فَكَانَ أَخذ التفرنج لَهُ على مَا سَنذكرُهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَفِي جمادي الأولى سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة كَانَت زَلْزَلَة بِأَرْض فلسطين أهلكت بِلَاد الرملة ورمت شرافتين من مَسْجِد رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم وانشقت الأَرْض عَن كنوز من المَال وَهلك مِنْهَا خَمْسَة عشر ألف نسمَة وانشقت صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس ثمَّ عَادَتْ فالتأمت بقدرة الله تَعَالَى وغار الْبَحْر مسيرَة يَوْم وَدخل النَّاس فِي أرضه يلتقطون مِنْهُ فَرجع عَلَيْهِم فَأهْلك خلقا كثيرا مِنْهُم فسبحان من يتَصَرَّف بِعبَادة بِمَا شَاءَ