أَحْمد بن الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله العباسي خَليفَة بَغْدَاد وَكَانَ لبثه بأيدي الْمُسلمين أَرْبَعمِائَة سنة وَسبعا وَسبعين سنة وَكَانَ الفاطميون قد تغلبُوا عل بني الْعَبَّاس وأدعوا الْخلَافَة بالمغرب من أَوَاخِر سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ فِي أَيَّام المقتدر بِاللَّه أبي الْفضل جَعْفَر بن الْمُسْتَنْصر العباسي خَليفَة بَغْدَاد ثمَّ بنوا الْقَاهِرَة واستولوا عل الديار المصرية وَالشَّام وَمَكَّة واليمن وَبَيت الْمُقَدّس وأولهم عبيد الله الْمهْدي بِاللَّه الَّذِي ينسبون إِلَيْهِ ثمَّ ابْنه أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد الْقَائِم بِأَمْر الله ثمَّ ابْنه أَبُو الطَّاهِر اسماعيل الْمَنْصُور بنصر الله ثمَّ أَبِيه أَبُو تَمِيم معد الْمعز الدّين بِأَنِّي الْقَاهِرَة المحروسة عل يَد الْقَائِد أبي الْحسن جَوْهَر الْمَعْرُوف بالكاتب الرُّومِي فَإِنَّهُ جهزه من الْمغرب لأخذ الديار المصرية فَأَخذهَا فِي سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة وبن الْقَاهِرَة المحروسة وَالْجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ أرسل يَسْتَدْعِي مخدومه الْمعز الدّين الله فَحَضَرَ إِلَى الْقَاهِرَة واستوطنها فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَاسْتمرّ إِلَى أَن توفّي بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة السَّابِع عشر من ربيع الأول سنة خمس وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَهُوَ الَّذِي تنْسب إِلَيْهِ الْقَاهِرَة فَيُقَال الْقَاهِرَة المعزية وَلما بناها جَوْهَر سَمَّاهَا المنصورية فَلَمَّا قدم الْمعز لدين الله إِلَيْهَا سَمَّاهَا الْقَاهِرَة وَقيل إِن سَبَب تَسْمِيَتهَا بذلك إِنَّهَا تقهر من شدّ عَلَيْهَا ورام مُخَالفَة أمرهَا وَلما توفّي اسْتَقر بعده فِي الْخلَافَة بِمصْر ابْنه الْمَنْصُور نزار الْعَزِيز بِاللَّه ثمَّ ابْنه أَبُو عَليّ الْمَنْصُور الْحَاكِم بِأَمْر الله الَّذِي أَمر بتخريب كَنِيسَة القمامة - كَمَا تقدم - ثمَّ ابْنه أَبُو الْحسن عل الظَّاهِر لَا عزاز دين الله ثمَّ ابْنه أَبُو تَمِيم معد الْمُسْتَنْصر بِاللَّه الَّذِي مكن الْكفَّار من إِعَادَة كَنِيسَة القمامة - كَمَا تقدم _ ثمَّ ابْنه أَبُو الْقَاسِم أَحْمد المستعلي بِأَمْر الله وَسَيَأْتِي ذكر من بقى مِنْهُم عِنْد ابْتِدَاء ذكر الْفَتْح الصلاحي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَلَمَّا آل الْأَمر إِلَى المستعلي بِأَمْر الله وَكَانَت وَفَاة أَبِيه الْمُسْتَنْصر فِي ذِي الْحجَّة