الانس الجليل (صفحة 164)

فَقَالَ خَاتمِي يَا أمينة فَقَالَت لَهُ من أَنْت؟ قَالَ سُلَيْمَان بن دَاوُد نَبِي الله قَالَت لَهُ كذبت قد جَاءَ سُلَيْمَان وَأخذ خَاتمه وَهُوَ جَالس عل سَرِير ملكه فَعرف سُلَيْمَان أَن الْخَطِيئَة قد أدْركهُ فَخرج وَجعل يقف عل الدَّار من دور نَبِي إِسْرَائِيل فَيَقُول أَنا سُلَيْمَان بن دَاوُد فيكذبوه ويحثون عَلَيْهِ التُّرَاب ويسبونه وَيَقُولُونَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْمَجْنُون أَي شَيْء يَقُول يزْعم إِنَّه سُلَيْمَان فَلَمَّا رأى سُلَيْمَان ذَلِك عمد إِلَى الْبَحْر وَكَانَ ينْقل الْحيتَان لأَصْحَاب الْبَحْر إِلَى السُّوق فيعطونه كل يَوْم سمكتين فَإِذا أَمْسَى بَاعَ إِحْدَى سمكتيه بِرَغِيفَيْنِ وشوى السَّمَكَة الْأُخْرَى وأكلها فَمَكثَ كَذَلِك أَرْبَعِينَ صباحاً بِعَدَد مَا كَانَ عبد الوثن فِي دَاره فَأنْكر آصف وكبراء بني إِسْرَائِيل حكم عَدو الله الشَّيْطَان فِي تِلْكَ الْأَرْبَعين يَوْمًا فَقَالَ آصف يَا معشر بني إِسْرَائِيل هَل رَأَيْتُمْ من اخْتِلَاف حكم سُلَيْمَان ابْن دَاوُد مَا رَأَيْت؟ قَالُوا نعم قَالَ آصف أمهلوني حَتَّى أَدخل على نِسَائِهِ واسألهن هَل ينكرن مِنْهُ شَيْئا فِي خَاصَّة أمره كَمَا ذَكرْنَاهُ فِي عَام أَمر النَّاس فَدخل عل نِسَائِهِ فَقَالَ ويحكن هَل أنكرتن من أَمر ابْن دَاوُد مَا أنكرناه؟ فَقُلْنَ أَشد مَا يدع امْرَأَة منا فِي دَمهَا وَلَا يغْتَسل من دَمهَا وَلَا يغْتَسل من الْجَنَابَة فَقَالَ أَنا لله وَأَنا إِلَيْهِ رَاجِعُون إِن هَذَا لَهو الْبلَاء الْمُبين ثمَّ خرج آصف على بني إِسْرَائِيل فَقَالَ مَا فِي الْخَاص أعظم مِمَّا فِي الْعَامَّة فَاجْتمع قراء بني إِسْرَائِيل وعلماؤهم فَأَقْبَلُوا حَتَّى أَحدقُوا بِهِ ونشروا التَّوْرَاة فقرؤها فطار من بَين أَيْديهم حَتَّى وَقع عل شرفه والخاتم مَعَه ثمَّ طَار حَتَّى ذهب إِلَى الْبَحْر فَوَقع الْخَاتم مِنْهُ فِي الْبَحْر وابتلعه حوت فَأَخذه بعضه الصيادين وَكَانَ سُلَيْمَان قد عمل لذَلِك الصياد من صدر النَّهَار حَتَّى إِذا كَانَت العيشة أعطَاهُ سمكتين فَأعْطى السَّمَكَة الَّتِي فِيهَا الْخَاتم من جملَة السمكتين فَخرج سُلَيْمَان بسمكتيه فَبَاعَ الَّتِي لَيْسَ فِي بَطنهَا الْخَاتم بالرغيفين ثمَّ عمد إِلَى السَّمَكَة الْأُخْرَى فبقرها ليشويها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015