الانس الجليل (صفحة 133)

فَيحل مِمَّا كَانَ ممني إِلَيْك قَالَ وَمَا كَانَ مِنْك إِلَيّ؟ قَالَ عرضتك للْقَتْل قَالَ عرضتني للجنة فَأَنت فِي حل مني فَأوحى الله تعال إِلَيْهِ يَا دَاوُد ألم تعلم إِنِّي الحكم الْعدْل لَا أَقْْضِي بالتعنت لم لَا أعلمته إِنَّك قد تزوجت بامرأته؟ قَالَ فَرجع دَاوُد إِلَى الْقَبْر ونادى يَا أوريا فَأَجَابَهُ وَقَالَ من هَذَا الَّذِي قطع عَليّ لذتي؟ قَالَ أَنا دَاوُد قَالَ يَا نَبِي الله أَلَسْت قد حاللتك وعفوت عَنْك؟ قَالَ نعم وَلَكِنِّي مَا أرسلتك حَتَّى قتلت إِلَّا لمَكَان امْرَأَتك وَقد تزوجت بهَا ومرادي تحاللني بذلك قَالَ فَسكت وَلَو يجبهُ فَدَعَاهُ فَلم يجبهُ وثالثاً فَلم يجبهُ فَقَامَ دَاوُد عِنْد قَبره وَجعل يبكي ويحثو التُّرَاب على رأٍ سه وَهُوَ يُنَادي الويل لداود إِذا نصب الْمِيزَان غَدا بالقسطاس سُبْحَانَ خَالق النُّور الويل ثمَّ الويل الطَّوِيل لَهُ حِين يسحب على وَجهه مَعَ الخاطئين إِلَى النَّار سُبْحَانَ خَالق النُّور فَأَتَاهُ النداء من الْعلي وَهُوَ يَقُول سُبْحَانَ خَالق النُّور يَا دَاوُد قد غفرت لَك ذَنْبك ورحمت بكاءك واستجبت دعاءك وأقلت عثرتك قَالَ يَا رب كَيفَ وخصمي لم يعف عني؟ قَالَ يَا دَاوُد أعْطِيه من الثَّوَاب مِمَّا لم تره عَيناهُ يَوْم الْقِيَامَة وَلم تسمعه أذنَاهُ فَأَقُول لَهُ رضى عَبدِي فَيَقُول يَا ربب إِنِّي لي هَذَا وَلم يبلغهُ عَمَلي؟ فَأَقُول هَذَا عوض عَن عَبدِي دَاوُد فاستوهبك مِنْهُ فيهبك لي قَالَ يَا رب قد عرفت الْآن إِنَّك قد غفرت لي وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (فَاسْتَغْفر ربه وخرراكعاً - أَي سَاجِدا عبر عَن السُّجُود بِالرُّكُوعِ لِأَن كل وَاحِد فِيهِ إنحناء وَمَعْنَاهُ فَخر بعد مَا كَانَ رَاكِعا أَي سجد - وأناب - أَي رَجَعَ - فغفرنا لَهُ ذَلِك - يَعْنِي ذَلِك الذَّنب - وَإِن لَهُ عندنَا لزلفى وَحسن مآب) حسن مرجع ومنقلب يَوْم الْقِيَامَة بعد الْمَغْفِرَة قَالَ وهب إِن دَاوُد لما تَابَ الله عَلَيْهِ بَكَى على خطيئته ثَلَاثِينَ سنة لَا يرقأ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015