رُؤْيَة من بجانبه وتنقطع حبال الْخيام وتقلع الْخيام من مَكَانهَا وَغير ذَلِك من الخوارق الباهرات الَّتِي يسْتَدلّ بهَا على إِنَّه صل الله عَلَيْهِ وَسلم مدفون هُنَاكَ فِي هَذَا الْمَكَان (فَائِدَة) فَإِن قيل لم سَأَلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام الدنو من الأَرْض المقدسة وَلم يسْأَل بَيت الْمُقَدّس وَلَا مَكَانا مَخْصُوصًا مَعْرُوفا عِنْد النَّاس؟ فَالْجَوَاب عَنهُ مَا رَوَاهُ الْقُرْطُبِيّ فِي تَفْسِيره بِأَنَّهُ إِنَّمَا سَأَلَ الدنو من الأَرْض المقدسة لشرفها وَلم يسْأَل مَكَانا مَعْرُوفا خوفًا من أَن يعبد وَلَا يُنَافِي سُؤَاله الدنو من الأَرْض المقدسة القَوْل بِأَن قَبره بِبَيْت الْمُقَدّس فَإِنَّهُ سَأَلَ شَيْئا أعطَاهُ الله فَوْقه وَهَذَا شَأْن الْكَرِيم يُعْطي فَوق الْمَطْلُوب وَأما صلَاته فِي قَبره فَلم تكن بِحكم التَّكْلِيف بل بِحكم الْإِكْرَام والتشريف لِأَن الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام حبب إِلَيْهِم فِي الدُّنْيَا عبَادَة الله تَعَالَى وَالصَّلَاة فَكَانُوا يلازمون ذَلِك وتوافقوا عَلَيْهِ فشرفهم الله تعال بإبقائهم عل مَا كَانُوا يصنعون وَيُحِبُّونَ فعله فِي الدُّنْيَا فعبادتهم إلهامية كعبادة الْمَلَائِكَة لَا تَكْلِيف فِيهَا وَأما رأفته بِهَذِهِ الْأمة فسيتي طرف مِنْهَا فِي قصَّة الْإِسْرَاء (ذكر السَّبَب فِي ملك سيدنَا دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام) أَقُول - بِاللَّه التَّوْفِيق - لما توفّي سيدنَا مُوسَى الكليم عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ بعد وَفَاته بتدبير بني إِسْرَائِيل يُوشَع وَهُوَ من ذُرِّيَّة يُوسُف بن يَعْقُوب عَلَيْهِمَا السَّلَام وَبَعثه الله نَبيا وَأمره بقتل الْجَبَابِرَة فَتوجه ببني إِسْرَائِيل إِلَى أرِيحَا الْغَوْر وأحاط بهَا سِتّ اشهر فَلَمَّا كَانَ السَّابِع نفخوا فِي الْقُرُون وضج الشّعب ضجة وَاحِدَة فَسقط السُّور فَدَخَلُوا وقاتلوهم وهجموا عل الْجَبَابِرَة فهزموهم وقتلوهم وَكَانَ يَوْم الْجُمُعَة