فَبَقيت مِنْهُم بَقِيَّة وكادت الشَّمْس تغرب وَتدْخل ليل السبت فَقَالَ اللَّهُمَّ أردد الشَّمْس عَليّ وَسَأَلَ الْمس أَن تقف حَتَّى ينْتَقم من أَعدَاء الله قبل دُخُول السبت فوقفت الشَّمْس وَزيد فِي النَّهَار سَاعَة حَتَّى قَتلهمْ أَجْمَعِينَ وتتبع مُلُوك الشَّام وإستباحهم وَملك يُوشَع الشَّام وَفرق عماله وَاسْتمرّ يدبر بني إِسْرَائِيل ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ سنة ثمَّ توفّي يُوشَع وَله من الْعُمر مائَة وَعِشْرُونَ سنة وَدفن فِي كفل حَارِث وَهِي قَرْيَة من أَعمال نابلس وَكَانَت وَفَاته سنة ثَمَان وَعشْرين لوفاة مُوسَى وَقيل إِنَّه مدفون فِي المعرة ثمَّ ولي على بني إِسْرَائِيل جمَاعَة من الْمُلُوك وَاحِد بعد وَاحِد وَلَا حَاجَة إِلَى ذكر أسمائهم لِأَن المُرَاد هُنَا الِاخْتِصَار ثمَّ ولي عَلَيْهِم شمويل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ مولده بقرية لَهَا سيلوا وَقيل إِنَّهَا الْقرْيَة المشتهرة الْآن بالسيلة من أَعمال جبل نابلس وتنبأ بعد أنصار لَهُ من الْعُمر أَرْبَعُونَ سنة فدبر شمويل بني إِسْرَائِيل إِحْدَى عشرَة سنة ومنتهى هَذِه الإحدى عشرَة سنة هِيَ آخر سني حكام بني إِسْرَائِيل وقضاتهم فَيكون انْقِضَاء سني حكمهم فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة لوفاة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ حضر بَنو إِسْرَائِيل إِلَى شمويل وسألوه أَن يُقيم فيهم ملكا فَأَقَامَ فيهم شاول وَهُوَ طالوت بن قيس من سبط بنيانين وَلم يكن طالوت من أعيانهم قيل إِنَّه كَانَ رَاعيا وَقيل كَانَ سقاء وَقيل دباغاً فَملك طالوت سنتَيْن واقتتل هُوَ وجالوت وَكَانَ جالوت من جبابرة الكنعانيين وَكَانَ ملكه بجهات فلسطين وَكَانَ من الشدَّة وَطول الْقَامَة بمَكَان عَظِيم فَلَمَّا برزوا لِلْقِتَالِ طلب طالوت دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام - وَكَانَ أَصْغَر بني أَبِيه - وَأمره بمبارزة جالوت بعد أَن رأى فِيهِ العلائم الَّتِي يسْتَدلّ بهَا على إِنَّه هُوَ الَّذِي يقتل جالوت وَهِي دهن كَانَ يستدير على رَأس من يكون فِيهِ السِّرّ وأحضر أَيْضا تنوراً حديداً وَقَالَ الشَّخْص الَّذِي يقتل جالوت يكون مَلأ هَذَا التَّنور فَلَمَّا اعْتبر دَاوُد مَلأ