الانس الجليل (صفحة 124)

وَعَلمُوا أَنه قد مَاتَ فَلم يعرف أحد من بني إِسْرَائِيل أَيْن قَبره وَنقل إِنَّه دفن فِي الْوَادي من الأَرْض الَّتِي مَاتَ فِيهَا وَاخْتلف النَّاس فِي مَحل قَبره فَقيل - وَهُوَ الْمَشْهُور عِنْد النَّاس - إِنَّه شَرْقي بَيت الْمُقَدّس بَينه وَبَين بَيت الْمُقَدّس مرحلة ودربه عسر لِكَثْرَة الوعر وَعَلِيهِ بِنَاء وداخله مَسْجِد وَعَن يَمِينه قبَّة معقودة بِالْحِجَارَةِ وفيهَا ضريحه وَيَضَع عل قَبره فِي أَيَّام موسم زيارته ستر من حَرِير أسود وعل السّتْر طراز أَحْمَر مزركش دائر على جَمِيع أَطْرَافه بِالذَّهَب وَالْأَكْثَر ون على أَن هَذَا قَبره وَفِي الصَّحِيح أَن النَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِهِ لَيْلَة الْإِسْرَاء وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِي قَبره عِنْد الْكَثِيب الْأَحْمَر وَالَّذِي بني الْقبَّة الْمَذْكُورَة الْملك الظَّاهِر بيبرس رَحمَه الله عِنْد عوده من الْحَج وزيارته بَيت الْمُقَدّس فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة ثمَّ بنى بعده أهل الْخَيْر وَزَادُوا زيادات فِي الْمَسْجِد وَحَوله فَحصل النَّفْع بذلك للزائر ثمَّ فِي سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة وسع دَاخل الْمَسْجِد من جِهَة الْقبْلَة وَلم تكمل عِمَارَته إِلَى سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة ثمَّ بنى بِهِ منار بعد الثَّمَانِينَ والثمانمائة وَهَذَا الْمَكَان بِالْقربِ من أرِيحَا الْغَوْر من أَعمال بَيت الْمُقَدّس وَأهل بَيت الْمُقَدّس يقصدون زيارته فِي كل سنة عقب الشتَاء ويقيمون عِنْده سَبْعَة أَيَّام وَقد ظهر فِي هَذَا الْمَكَان أَشْيَاء من أَنْوَاع المعجزات منا إِنَّه عِنْد الضريح الَّذِي بداخل الْقبَّة لَا يزَال يرى فَوق الْمِحْرَاب خيال أشباح ألوانهم مُخْتَلفَة مِنْهُم صفة الرَّاكِب وَمِنْهُم صفة الْمَاشِي وَمِنْهُم من على كتفه رمح وَمِنْهُم لابس أَبيض وَمِنْهُم لابس أَخْضَر ويصافح بَعضهم بَعْضًا وَغير ذَلِك مِمَّن الصِّفَات وَلِلنَّاسِ فِي ذَلِك أَقْوَال مُخْتَلفَة فَيُقَال إِنَّهُم الْمَلَائِكَة وَيُقَال إِنَّهُم الصالحون وينظرهم كل النَّاس من الرِّجَال وَالنِّسَاء والأطفال وَلَا يخفون عل أحد وَإِذا دخل الْمَسْجِد امْرَأَة من النِّسَاء يكون عَلَيْهَا حيض أَو جناب أَو فعل أحد حول الْمَسْجِد مُنْكرا من الْمعاصِي يثور هَوَاء فِي تِلْكَ الْبَريَّة حَتَّى لَا يقدر الرجل على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015