ومثال ذلك: قال ابن عدي عند ترجمة حارثة بن أبي الرجال:" ... يحيى بن معين يقول حارثة بن أبي الرجال: " ضعيف ليس يكتب حديثه "، ... . قال البخاري:" منكر الحديث " وقال النسائي: "متروك الحديث "، قال الشيخ – يعني ابن عدي - ولحارثة هذا غير ما ذكرت من الحديث وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه " (?).
ومنه: قال ابن عدي عند ترجمة حماد بن عمرو النصيبي:
" قال يحيى بن معين: حماد بن عمرو النصيبي يعني ممن يكذب ويضع الحديث "، وقال البخاري: " منكر الحديث "،وقال النسائي:" متروك الحديث "، قال ابن عدي: له أحاديث وعامة حديثه ما لا يتابعه أحد من الثقات عليه " (?).
وللتداخل الدقيق بين هذه الألفاظ رأيت الآراء المتضاربة في مراد الأئمة النقاد من المتقدمين من هذه المصطلحات وقد أحسن الدكتور محمد حوى إذ عد هذه المصطلحات في مرتبة واحدة، وأعتقد أصابته لأنه آثر التطبيق العملي في صنيع الإمام البخاري على الكلام النظري له (?).
المبحث الثالث
أمثلة التداخل بين هذه المصطلحات
بعد أن بينا ألا فرق بين مصطلح منكر الحديث، ومصطلح "يروي المناكير "وأضربه، بقي علينا أن نورد هاتيك الأمثلة التي تبين ذلك، فمنها:
المثال الأول: