الألفاظ المصرحة بلفظ النكارة وصلتها بـ "منكر الحديث " دراسة نقدية
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد:
كنت قد بحث في أطروحة الدكتوراه (?) مفهوم الحديث المنكر والشاذ والعلاقة التي تجمعهما، وقمت بالتوسع فيهما، محاولاً استيعاب الموضوع ولملمت شتاته، وخرجت بنتائج مهمة، بان من خلالها المنهج النقدي الرائع لدى أئمة الحديث المتقدمين، ووضح أنّ كثيراً من المشتغلين بصنعة الحديث قد أبعد النجعة في طريقته عن منهج أولئك الأئمة. وكان لزاماً علي أن أبين منهج الأئمة في استعمال كثير من المصطلحات التي بدت غير واضحة على كثير منا اليوم، والدليل على ذلك اختلافنا في حد هذه المصطلحات وتحديد المراد من إطلاق أئمة الشأن على رجال مثل هاتيك المصطلحات، كـ:" له مناكير، تعرف وتنكر، منكر الحديث، يروي المناكير، عامة أحاديثه مناكير .. وهلم جرا.
فأردت في هذا البحث المتواضع أن أبين المقصود من هذه المصطلحات، محرراً أقوال أهل العلم واطلاقاتهم، مستقرئاً لصنيع الأئمة المتقدمين في مصنفاتهم.
وجاء البحث على عدة مباحث:
ففي المبحث الأول بينت مفهوم النكارة لغةً واصطلاحاً، وذكرت أهم أقوال علماء المصطلح في ذلك.
وجاء المبحث الثاني في مصطلح يروي المناكير وأضربه، وبيت فيه أقوال أهل العلم، واختلافهم في مراده.
وخصصت المبحث الثالث لأمثلة سقتها بينت فيه تداخل مصطلح منكر الحديث مع المصطلحات الأخرى (المرادفة)،وبينت ألاّ فرق عند الأئمة المتقدمين بينها.
وأخيراً أسأل الله تعالى أن يتقبل مني هذا العمل وأن يعينني علىخدمة هذا العلم الشريف وطلبته، وأن يجعلنا من حراس هذه السنة العظيمة.