قال الترمذي: حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن مهدي حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينفل في البدأة الربع وفي القفول الثلث. سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا يصح هذا الحديث، إنما روى هذا الحديث داود بن عمرو عن أبي سلام عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، قال محمد: وسليمان بن موسى:" منكر الحديث "، أنا لا أروي عنه شيئا روى سليمان بن موسى أحاديث عامتها مناكير" (?). قلت: سوّى البخاري بين "منكر الحديث " وبين "أحاديث عامتها مناكير".
المثال الثاني:
وقال الترمذي: حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي حدثنا معن بن عيسى عن خالد بن أبي بكر عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يعني جعل خاتمه في يمينه ثم إنه نظر إليه وهو يصلي ويده على فخده فنزعه ولم يلبسه ".سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه وقال خالد بن أبي بكر منكر الحديث، وروى عنه زيد بن حباب مناكير فأما معن بن عيسى فهو مقارب الحديث عنه " (?).
قلت: سوى البخاري بين:" منكر الحديث "، وبين " يروي مناكير"، ونقل عنه أبو داود في السنن تسويته بين هاتين اللفظتين (?).
المثال الثالث:
وأما الإمام أحمد فقد أكثر من هذا، فمنها: قال:" حصين بن عبد الرحمن أبو الهذيل السلمي الثقة المأمون من كبار أصحاب الحديث وحصين بن عبد الرحمن الحارثي ليس يعرف ما روى عنه غير حجاج بن أرطاة وإسماعيل بن أبي خالد روى عنه حديثا واحدا، أحاديثه أحاديث مناكير كل شيء روى عنه حجاج منكر" (?).
قلت: سوّى بين "أحاديثه أحاديث مناكير "،وبين " منكر".
وهنا حريّ بي أن أبين مسألة دقيقة: وهي أنه ليس كل راو للحديث المنكر يكون منكر الحديث، بل قد تقع النكارة في حديث الثقة، أو الصدوق، وقد تقع في حديث الضعيف، فإذا غلب عليه النكارة يختبر حديثه، فما وافق يقبل، وما تفرد يرد، وإذا فحش خطأه يكون: متروك الحديث.
المثال الرابع: