ومن أمثلة ذلك، قال العقيلي عند ترجمة الحسن بن سوار البغوي:" حدثنا أحمد بن داود السجزي قال حدثنا الحسن بن سوار البغوي قال حدثنا عكرمة بن عمار اليمامي عن ضمضم بن جوس عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب قال " رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت على ناقة لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك ". ولا يتابع الحسن بن سوار على هذا الحديث، وقد حدث أحمد بن منيع وغيره عن الحسن بن سوار هذا عن الليث بن سعد وغيره أحاديث مستقيمة، وأما هذا الحديث فهو منكر، وحدثني محمد بن موسى النهرتيري قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا الحسن بن سوار بهذا الحديث فذكر مثل ما حدثنا أحمد بن داود قال أبو إسماعيل ألقيت على أبى عبد الله أحمد بن حنبل: فقال أما الشيخ فثقة، وأما الحديث فمنكر " (?).
قلت: فالإمام أحمد بين أن الحسن بن سوار ثقة، وأحاديثه مستقيمة غير هذا الحديث فهو منكر.
المثال الخامس:
ومنه أيضا: قال العقيلي عند ترجمة ثابت بن زيد بن ثابت قال:" حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبى عن ثابت بن زيد بن ثابت بن زيد بن أرقم فقال: روى عنه بن أبى عروبة وحدثنا عنه معتمر له أحاديث مناكير، قلت له: تحدث عنه؟ قال: نعم، قال: أهو ضعيف! قال أنا أحدث عنه " (?).
وقال النسائي:"حديث يحيى بن سعيد هذا إسناده حسن وهو منكر، وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل " (?). وقال الذهبي:" ما كل من روى المناكير يضعف " (?). وإنما الحكم على الرجل بالنكارة يدور مع القرائن ثبوتا، ونفيا.
أما ما نسبه ابن القطان للإمام البخاري القول: " كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه " (?)، فإن إبن حجر أثبتتها وقال:" هذا مروي بإسناد صحيح عن عبد السلام بن أحمد الحافظ عن البخاري " (?)، فهو على سبيل العموم، وألا فقد أنتقى من حديث رواة أطلق عليهم هو: " روى أحاديث مناكير " وأخرجه في صحيحه؟