وهؤلاء يأتون من لطم الخدود وشقّ الجيوب ودعوى الجاهلية وغير ذلك من المنكرات بعد الموت بسنين كثيرة ما لو فعلوه عقب موته لكان ذلك من أعظم المنكرات التي حرمها الله ورسوله، فكيف بعد هذه المدة الطويلة. ومن المعلوم أنه قد قتل من الأنبياء ومن غير الأنبياء ظلمًا وعدوانًا من هو أفضل من الحسين: قتل أبوه ظلمًا وهو أفضل منه، وقتل عثمان بن عفان وكان قتله أول الفتن العظيمة التي وقعت بعد موت النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وترتب عليه من الشر والفساد أضعاف ما ترتب على قتل الحسين، وقتل غير هؤلاء ومات، وما فعل أحد لا من المسلمين ولا غيرهم مأتمًا ولا نياحة على ميت ولا قتيل بعد مدة طويلة من قتله، إلا هؤلاء الحمقى الذين لو كانوا من الطير لكانوا رخمًا، ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرًا.
ومن ذلك: أن بعضهم لا يوقد خشب الطرفاء لأنه بلغه أن دم الحسين وقع على شجرة من الطرفاء، ومعلوم أن تلك الشجرة بعينها لا يكره وقودها ولو كان عليها أي دم كان، فكيف بسائر الشجر الذي لم يصبه الدم. اهـ
والرافضة أمة حمقى، ولقد أحسن هارون بن سعد العجلي وهو الخبير بهم وهو من رجال مسلم، وقد قدح فيه ابن حبان فقال: كان غاليًا في الرفض لا تحل الرواية عنه بحال. وقال الدوري عن ابن معين: كان من غلاة الشيعة. وقال الساجي: كان يغلو في الرفض. اهـ من ((تهذيب التهذيب)).
هارون بن سعد كان من الرافضة ثم تاب فهو خبير بهم. وقال ابن